البحث الثالث والعشرون
في حال المكنين بأبي بصير
وفيه مطالب :
الأوّل : ليث بن البختري المرادي يكنّي بأبي بصير بلاشك ، وكنّاه الشّيخ في رجاله بأبي يحيى. وكنّاه النجّاشي بأبي محمّد (١) ، وقال : قيل أبو بصير الأصغر ، لم يوثّقه الشّيخ والنجّاشي في كتبهما الثّلاثة.
وأمّا الكشّي ، ففي كتابه الواصل إلينا قال : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله صلىاللهعليهوآله وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأوّلين ستّة ... ثمّ عدّ منهم أبا بصير الأسدي ، ثمّ نقل عن بعضهم مكان أبي بصير الأسدي ، أبا بصير المرادي ، وهو ليث بن البختري.
أقول : وحيث إنّ هذا البعض غير معلوم الوثاقة ، فلا يجدي كلامه في حقّ المرادي توثيقه. فتوثيق بعض الرجاليّين إيّاه نظرا إلى هذا الكلام ضعيف. وإن كان قوله بملاحظة الرّوايات هو الحقّ.
ونقل العلّامة قدسسره عن ابن الغضائري أنّ أبا عبد الله عليهالسلام يتضجر به ويتبرّم ، وأصحابه مختلفون في شأنه. وعندي أن الطّعن إنّما وقع على دينه (٢) لا على حديثه وهو عندي ثقة ...
__________________
(١) كذا كنّاه العلّامة ونقله عن ابن الغضائري أيضا ، فما ذكره المامقاني في هامش كتابه غير متين ، فإنّه أنكر أن يكون أبو محمّد كنية لليث.
(٢) الحديثان المعتبران الآتيان يدلّان على كذب هذا الكلام ، وإنّ المترجم أجلّ شأنا من أن يقع الطعن على