البحث الخامس والعشرون
في انصراف الاسم المشترك إلى من له كتاب
ذكر السّيد الأستاذ الخوئي رحمهالله في مواضع من كتابه القيّم معجم رجال الحديث إنّ الاسم الفلاني وإن كان مشتركا بين اثنين مثلا ، لكنّه ينصرف إلى من له كتاب دون من لم يكن له كتاب. وعلّل ذلك بالكبري الّتي ذكرناها في هذا الكتاب من انصراف اللفظ المطلق إلى المشهور ، فإنّ من له الكتاب يصبح مشهورا بين الرّواة.
أقول : هذا القول على إطلاقه غير مقبول ؛ إذ قد يكون الكتاب صغيرا متضمّنا لروايات قليلة ، أو لم يروه عنه إلّا بعض الرّواة. وغير صاحب الكتاب له روايات كثيرة أو ذو مكانة كبيرة اجتماعيّة أو دينيّة يكون اسمه أشهر من اسم صاحب الكتاب ، فلا يحرز الشّهرة بمجرّد الكتاب ، إلّا إذا كان متداولا بين الرّواة ، بحيث أوجب شهرته عندهم.
ونؤكّد مرّة اخرى على أنّ الشّهرة الموجبة لانصراف اللفظ إلى مسمّاه المشهور ، إنّما هي إذا أحرز تحقّقها عند المستعملين ، لا في الأعصار المتأخرة.