تحقيق وتنقيب
وقع إبراهيم بن هاشم في أسناد كثيرة من الرّوايات تبلغ (٦٤١٤) ، وقد روي عن مشائخ كثيرين يبلغون زهاء (١٦٠) شخصا ، كما في معجم الرجال.
وقال العلّامة رحمهالله في محكي خلاصة الأقوال :
|
لم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ، ولا على تعديل بالتنصيص ، والروايات عنه كثيرة ، والأرجح قبول روايته. |
واستدلّ سيّدنا الأستاد الخوئي على وثاقته بوجوه :
|
١. إدّعاء ابن الطاووس في فلاح السائل الاتّفاق ، على وثاقة رواة رواية ، هو فيهم. ٢. إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ ، والقمّيون قد اعتمدوا على رواياته ، وفيهم من هو مستصعب في أمر الحديث ، فلو كان فيه شائبة الغمز ، لم يكن يتسالم على أخذ الرّواية عنه. ٣. روي عنه ابنه على في تفسيره ، وقد وثّق كلّ من روي عنه عن المعصوم في تفسيره. ٤. روي عنه ابن قولويه في كامل الزيارات ، وكلّ من وقع في أسناده فهو ثقة بتوثيق ابن قولويه. |
أقول : هذه الوجوه ضعيفة عندي ، لكن ردّ رواياته بادعاء الجهالة ، لا يتيسر لي ، فلا بدّ من الاحتياط في أمثال هذه الموارد المشكلة.
ثمّ إنّه لم يثبت رواية إبراهيم هذا عن الفضل بن شاذان ، إلّا في مورد واحد في التهذيب (١) لكنّه غير سالم كما يظهر من سند الكافي. وبتعبير أخر إنّ الشّيخ رحمهالله اشتبه اشتباها واضحا في تركيب سند الكافي : علي عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ... حيث زعم أنّ كلمه محمّد بن إسماعيل عطف على كلمة أبيه ، وأنّ محمّد بن إسماعيل وإبراهيم بن هاشم يرويان معا عن الفضل لعلي.
وهذا غريب عجيب! لا ينبغي صدره من أهل العلم فضلا ، عن مثل الشّيخ ، وهو أستاذ العلماء.
والحقّ الّذي لا ريب فيه أنّ محمّد بن إسماعيل عطف على كلمة على وإنّ الكليني يروي بسندين في عرض واحد ، عن ابن أبي عمير مثلا ، وإنّ عليّا ومحمّدا كلّ منهما شيخ للكليني ، وهو يروي عنهما منفردين ومجتمعين ؛ ولذا عقب الكليني قوله : عن الفضل بن
__________________
(١) انظر : ١ / ٩ ، ح : ١٩.