وللحديث صورة اخرى أخرجها الكشّي في رجاله. (١)
أقول : أبو الخطّاب والمغيرة بن سعيد يوجدان في كلّ زمان ومكان ، وفي كلّ من المذاهب والأديان والملل حتّى في القضايا التأريخيّة ، فضلا عن الأمور الدينيّة والسياسيّة وغيرها. والأمر في أحاديث أهل السنة أوسع وأمر.
وعن أحمد بن عمر الحلال ـ كما في الكافي (٢) ـ قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول إروه عنّي ، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال فقال : «إذا علمت أنّ الكتاب له فارووه».
فالعمدة هو العلم ـ سواء كان وجدانيّا أو تعبديّا ـ بصحّة نسبة النسخة إلى مؤلّفها.
إذا عرفت هذا فالكلام يقع في هذا البحث في فصول :
١. حول كتاب علي بن جعفر رضياللهعنه
قال النجّاشي في ترجمته : له كتاب في الحلال والحرام يروي تارة غير مبّوب ، وتارة مبوبّا.
ثمّ ذكر إلى كلّ منهما سنده إلى علي بن جعفر وكتابه ، ولكن كلا سنديه غير معتبر.
وقال الشّيخ الطّوسي في حقّه في الفهرست : جليل القدر ثقة ، وله كتاب المناسك ومسائل ، لأخيه موسى الكاظم بن جعفر صلىاللهعليهوآله سأله عنها.
أخبرنا بذلك ... وسنده إليهما معتبر.
ونقله المجلسي مجموعا في البحار (٣) ، وقال في أوّله : باب ما وصل إلينا من أخبار علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام بغير رواية الحميري (٤) نقلناها مجتمعة لما بينها وبين أخبار الحميري من اختلاف يسير ، وفرّقنا ما ورد برواية الحميري على الأبواب.
أخبرنا أحمد بن موسى بن جعفر بن أبي العبّاس ، قال حدثنا أبو جعفر بن يزيد بن النضر الخراساني من كتابه في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومأتين ، قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن
__________________
(١) انظر : رجال الكشي : رقم : ٤٠١ ـ ٤٠٢.
(٢) الكافي : ١ / ٥٢.
(٣) بحار الأنوار : ٢٤٩ ـ ٢٩١ ، الجزء العاشر المطبوع حديثا.
(٤) ما رواه الحميري هو غير المبوّب المشار إليه في كلام النجّاشي ، وفي سنده عبد الله بن الحسن حفيد علي بن جعفر ، ولم يثبت وثاقته ، فهو مجهول.