أقول : ثمّ طبع أيضا سنة ١٣٨٠ ه ، وقال بعض الفضلاء ممّن تصدّى لطبعه : فاعلم : أنّ لهذا الكتاب نسخا مختلفة مخطوطة والأكثر ينقص عمّا بأيدينا من النسخة الشّريفة. والّذي ظهر لنا بعد التتبع أن بصائر الدرجات كان للمصنّف قدّس سره كتابا صغيرا مخالفا في ترتيب أبوابه ، ثمّ زاد عليه مصنفه ورتبه إلى أن بلغ ما بأيدينا ....
هذا كلام هذا الفاضل ، وليس لما استظهره أخيرا دليل.
وعمدة الكلام : هو السؤال عن النسخة المخطوطة له ، وأنّه من زمان الشّيخ إلى زمان المجلسي والحرّ العاملي أين كانت؟ وهل هي منتشرة بين العلماء أم لا؟ وعلى الأوّل أيّة نسخة كانت مشتهرة منتشرة ، الصغرى أو الكبرى؟
وهل يفرق بين الكبرى وبين هذه النسخة المطبوعة الّتي فيها ١٨٨١ حديثا بحساب المعلّق؟ ليس عندي جواب ، والله العالم.
وقد عرفت أنّه لا اعتبار بأحاديثه المرويّة في البحار والوسائل لعدم العلم ، بل ولعدم الظّنّ بوصول نسخة منه إليهما معنعنة عن الشّيخ أو عن المؤلّف ، فهي مرسلة مأخوذة بالوجادة ظاهرا ، وقد مرّ في الفصل السّابق ما يجري هنا.
٦. حول اعتبار قرب الأسناد للحميري
وصف النجّاشي عبد الله بن جعفر بن الحسن ... الحميري أبا العبّاس القمّي : بأنّه شيخ القمّيين ووجههم ، وأنّه صنّف كتبا كثيرة يعرف منها ... وذكر في جملة كتبه كتاب : قرب الإسناد إلى الرضا عليهالسلام ، وكتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهالسلام ، وكتاب قرب الإسناد إلى صاحب الأمر عليهالسلام.
ثمّ قال : أخبرنا عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عنه بجميع كتبه.
أقول : والسند حسن عندي.
وذكره الشّيخ في الفهرست ، وقال : ثقة له كتب ... وكتاب قرب الإسناد ... أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشّيخ المفيد رحمهالله عن أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن عنه ... ووثقه في رجاله أيضا في أصحاب العسكري عليهالسلام. (١)
__________________
(١) معجم رجال الحديث : ١٠ / ١٤٥ ، ١٤٦.