النجوم ، وكتاب فلاح السائل والأمر فيه هين ؛ لكونه مقصورا على القصص ، وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصدوق رحمهالله.
أقول : وعندي أنّ الأمر ليس فيه هين ؛ لحرمة انتساب الشّيء إلى الأئمّة عليهمالسلام وإلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلى الله تعالى ما لم يثبت صحّته بالعلم الوجداني أو التعبّدي ، وإن كان هذا الشّيء المنسوب من أهون الأشياء.
وذكر صاحب الوسائل ، هذا الكتاب في ضمن مصادر وسائله في الفائدة الرابعة من خاتمة كتابه واعتمد عليه ، ولكن الظّاهر إنّ الكتاب لم يصل إليه وإلى المجلسي رحمهماالله بسند متّصل ، فلا بدّ من إثبات شهرة الكتاب بين العلماء في الزمان الفاصل بين مؤلّفه وبينهما.
ثمّ إنّ المسلّم أنّ جل أخبار القصص رويت عن الصدوق رحمهالله ؛ وأمّا أنّها مأخوذة من كتبه ، فهو محتاج إلى شاهد أو تتبع.
والثمرة بين القولين كبيرة جدّا ؛ إذ على الثّاني لا يحتاج الحكم باعتبار الرّوايات إلى إحراز وثاقة الوسائط بين مؤلّف القصص والصّدوق ، وعلى الأوّل يحتاج ، ويضرّ جهالتهم باعتبار الرّوايات (١) ؛ وأمّا البحث عن أسانيد مؤلّف القصص إلى الصدوق ، فقد تقدّم في بعض البحوث السّابقة.
وهنا شيء آخر وهو عدم وجود تلك الروايات بتمامها في كتب الصدوق ، وهذا أمر عجيب!
١٥. تصحيح عامّ
للمجلسي والحرّ رحمهماالله ، كلمات في البحار والوسائل في مقام تصحيح مصادر كتابيهما بحار الأنوار ، ووسائل الشّيعة ـ ومصادر كتابنا : معجم الأحاديث المعتبرة ، داخلة فيها ـ.
يقول المجلسي رحمهالله (٢) : اعلم أنّ أكثر الكتب الّتي اعتمدنا عليه في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها ككتب ... وقد مرّ بعضه في الفصل الحادي عشر.
يقول الحرّ في خاتمة وسائله الفائدة الرابعة (٣) : في ذكر الكتب المعتمدة الّتي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب وشهد بصحتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها وتواترت
__________________
(١) لكنّ كلام المجلسي لا مناص عنه ، لأنّ الصدوق لم يحدثها عن ظهر قلبه ، وقد ترك نقلها في كتبه ، فإنّه غير محتمل.
(٢) بحار الأنوار : ١ / ٢٦ ، الفصل الثاني.
(٣) وسائل الشيعة : ٣٠ / ١٥٣ ، الطبعة الأخيرة.