البحث السابع
حول توثيقات ابن عقدة
ذكر الشيخ في أوّل رجاله إنّ لابن عقدة كتابا في رجال الصّادق عليهالسلام ، وقد بلغ الغاية في ذلك ، ولم يذكر رجال باقي الأئمّة عليهمالسلام ، لكن طريق الشّيخ إليه في رجاله وفهرسته ومشيخة التّهذيب منحصر بابن الصلت المجهول ، وإن كان من مشائخ النجّاشي.
ولا أذكر في المتأخّرين سوى العلّامة الحلّي قدسسره (١) ، حيث ينقل توثيق بعض الرّواة من ابن عقدة ، ولكنّي لم أقف على طريق العلّامة إلى كتاب ابن عقدة لأنظر في صحّته وسقمه. والفاضل المامقاني يرسله إرسال المسلّمات ، والحقّ عدم حجيّة نقل العلّامة للتوثيقات المذكورة ؛ لأنّ أسناد النّقل مجهول ، بل أغلب الظّن عدم طريق للعلّامة قدسسره إلى ابن عقدة غير طريق الشّيخ الطّوسي رحمهالله ، وقد مرّ أنّه مجهول ، بل لو فرضنا صحّة طريق الشّيخ إلى ابن عقدة لا نقبل أيضا ما نقله العلامة رحمهالله عنه ؛ لعدم احتمال معتدّ به بوصول النّسخة المعتبرة من الشّيخ الطّوسي رحمهالله بطريق معتبر إليه. والظّاهر إنّه حصل له الكتاب من السّوق أو من شخص فاطمئن بصحتّه.
وينقدح من هذا جهالة من وثقّوه اعتمادا على توثيق ابن عقدة كالحسين بن علوان ، حيث قال ابن عقدة في حقّ أخيه الحسن : إنّه أوثق من أخيه الدّال على أنّ الحسين موثوق به ، وإن كان الحسن أوثق.
وأمّا قول النجّاشي في ترجمة الحسين بن علوان الكلبي : مولاهم كوفي عامي وأخوه
__________________
(١) وقيل ابن داود أيضا ينقل عن ابن عقدة.