وأعطى الموالي ثمانية ، وأعطى من حسن إسلامه أربعة ، فأراد الموالي أن يقوموا عليه ، فقال لهم : أنتم لا سبيل لكم علي ، كان الناس في القسمة سواء ثمانية ثمانية فقد أعطيتكم ثمانية. وأخذت من حق هؤلاء فزدته العرب يتقوون به على حاجتهم ، فدعوني مع هؤلاء. فخرج أولئك الذين أعطاهم أربعة أربعة ، فما برحوا حتى عزلوه ، وركب أهل الأربعة إلى بغداد حتى عزلوه.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن خلف ابن المرزبان ، أخبرني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، أخبرني أبي قال : كان شريك القاضي لا يجلس حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ ، ثم يأتي المسجد فيصلي ركعتين ، ثم يخرج رقعة من قمطره فينظر فيها ، ثم يدعو بالخصوم ، وإنما كان يقدمهم الأول فالأول ، ولم يكن يقدمهم برقاع ، قال : فقيل لابن شريك : يجب أن نعلم ما في هذه الرقعة قال : فنظر فيها ثم أخرجها إلينا فإذا فيها يا شريك بن عبد الله ، اذكر الصراط وحدته. يا شريك بن عبد الله اذكر الموقف بين يدي الله تعالى ، ثم يدعو بالخصوم.
أخبرنا أبو عليّ محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريّا القاضي ، حدّثنا محمّد بن مزيد الخزاعيّ ، حدّثنا الزبير ـ هو ابن بكار ـ قال : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : حضرت شريكا في مجلس أبي عبيد الله ، وعنده الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب. والجريري رجل من ولد جرير ـ وكان خطيبا للسلطان ـ فتذاكروا الحديث في النبيذ واختلافهم فيه ، فقال شريك : حدّثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطّاب. قال : إنا نأكل من لحوم هذه الإبل ، ونشرب عليها من النبيذ ليقطعها في أجوافنا وبطوننا. فقال الحسن بن زيد : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ، إن هذا إلا اختلاق. فقال شريك : أجل والله ما سمعته ، شغلك عن ذلك الجلوس على الطنافس ، في صدور المجالس ، ثم سكت. فتذاكر القوم الحديث في النبيذ فقال أبو عبيد الله : أبا عبد الله حدث القوم بما سمعت في النبيذ ، فقال : كلا! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب ، على من يرد؟ على أبي إسحاق الهمداني ، أم على عمرو بن ميمون الأودي.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال المهديّ