والكل يدري أن إبلاغ السلام من شخص إلى آخر أمر مألوف ، متداول بين الجميع ، العالي منهم والداني ، وربما جاء في القصص من إبلاغ سلام الله (١) ، أو الملائكة ، أو الأنبياء ، والأئمة عليهمالسلام إلى بعض الناس المرضي عندهم ؛ أما في المكاتيب المتبادلة بين الكاتب والمكتوب إليه فحدث ولا حرج ؛ إذ السلام كالبسملة مما يبدأ به في الكتابة ، ومن ثم جاء النص « رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام ». لدلالة الحديث على مفروغية إبلاغ السلام ورده مشافهة وكتابة.
منها : طلب زائر قبر النبي ، صلىاللهعليهوآله ، أن يبلغه الله سلامه ، كما في زيارته التي علمها أبو الحسن عليهالسلام إبراهيم بن أبي البلاد وفي آخرها : « بلغ روح نبيك محمد ، صلىاللهعليهوآله ، مني السلام » (٢).
ومنها : ما قاله الحر : ( ١٤ ـ باب استحباب إبلاغ رسول الله صلىاللهعليهوآله سلام الإخوان من المؤمنين ) في صحيح كاظمي قال : « فإذا أتيت قبر النبي ، صلىاللهعليهوآله ، فقضيت ما يجب عليك ، فصل ركعتين ، ثم قف عند رأس النبي ، صلىاللهعليهوآله ، ثم قل : السلام عليك يا نبي الله من أبي ، وأمي ، وولدي ، وخاصيَّتي ، وجميع أهل بلدي ، حرهم ، وعبدهم ، وأبيضهم ، وأسودهم ، فلا تشاء أن تقول للرجل : قد أقرأت رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، عنك السلام إلا كنت صادقاً » (٣).
بـيـان :
إنّ كلّ كلّي انطباقه على أفراده انطباق قهري ، فمن عمم في الدعاء وقال : ( اللهم اغفر للمؤمنين ) فمن كان مؤمناً حقاً شمله ، وطبق على
__________________
١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٧٠ ، باب التكاتب.
٢ ـ كامل الزيارات ١٨ ، الباب ٣.
٣ ـ الوسائل ١٠ | ٢٨٠.
أقول : ومن مواضع طلب الزائر من الله إبلاغ السلام ، ما جاء في دعاء ركعتي الزيارة : « ... وأبلغهم عني أفضل التحية والسلام ، واردد عليّ منهم التحية والسلام ... » البحار ١٠١ | ٣٦١.