آيـات السـلام والتحـية
اعلم أن السلام والتحية في القرآن الكريم ، وفي إثره الحديث ، من أهم الآداب الاجتماعية المتفرد به الإسلام. وللسلام السمو الذاتي ، لأن الله تعالى اختاره اسماً لنفسه ، وعده من أسمائه الحسنى ليسمو أهله في العالم كله ، لسمو هذا الاسم المبارك ، وقد أنزل فيه قرآناً يتلى في كل وقت وفي كل مكان ، قد بلغ ما جاء فيه من صيغ السلام في ستة وأربعين موضعاً ، ومن صيغ التحية في عشرة مواضع ، البالغ مجموعهما ستة وخمسون من خمسين آية ، من ثمان وعشرين سورة من سور القرآن ، وفي إثره الحديث قرابة ثلاثمائة حديث مروي عن الرسول ، صلىاللهعليهوآله ، وعن أهل البيت عليهمالسلام ، يدل ذلك كله على مزيد الاهتمام به ، وإليك آيات السلام على ترتيب السور أولاً ، ثم آيات التحية كما يلي :
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) (١).
__________________
١ ـ انساء : ٦٥. ولعل هذه الآية لم تكن بذلك الوضوح ، وان كلمة التسليم ظاهرة في الانقياد ولا علاقة لها بالسلام ، والجواب ان الامر ليس كذلك : لأنه سبق في افتتاح الكتاب ما فيه شمول الكلام للسلام بالمعنى الواسع النطاق ، ولا يأبى الانقياد المدلول عليه ، ولأنه الأصل والأساس الذي يبنى عليه سلام التحية ، ولولاه لذهبت أخوة الإسلام وحرمته ، التي جاء ذكرها في حديث الشيخ الصدوق المفتتح به الكلام حول السلام في التمهيد ، وفي بدايته اسم الله السلام ، ووجه التسمية به.