الأمر الثالث :
في سـلام الكائـنات
التكلّم عن سلام الكائنات يقع في مقامين.
الأول : في صحّة سلامنا عليها.
الثاني : في إمكان سلامها علينا ووقوعه.
وقبل الشروع في ذلك يتّجه سؤال : وهو هل أن الكائنات ذات حياة وشعور ، لكي يتسنى لنا البحث عن السلام من الجانبين أم لا؟ أو هل ما جاء من النوعين إنّما هو لأجل الأحياء ، وذوي الشعور من نبيّ أو وصيّ أو غيرهما ، من إنسان أو غير إنسان؟ أو أنّ ذلك كان علي سبيل الإعجاز ، إذا قلنا إنّها فاقدة للشعور؟؟ ويظهر جواب ذلك كله في غضون البحوث الآتية.
المقام الأوّل :
في السلام على الكائنات من أرض ،
وسماء ، وشجر ، ومدر ، وزمان ، ومكان ، وغيرها
إليك بعض الآيات أو الروايات التي تدلّ على إنّ الكائنات شاعرة ومدركة وناطقة ، قال تعالى في مواضع من القرآن الكريم منها آية : ( وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيءٍ ) (١).
__________________
١ ـ فصّلت : ٢١.