الحَرَّ. قال الكسائى : حَرِرتَ يا يومُ (١) تَحَرّ وَحَرَرْتَ تَحِرّ ، إذا اشتدَّ حَرُّ النَّهار.
حز الحاء والزّاء أصلٌ واحد ، وهو الفَرْضُ فى الشّىءِ بحديدةٍ أو غيرها ، ثم يشتقُّ منه. تقول من ذلك : حزَزْت فى الخشبَة حَزًّا. وإذا أصاب مِرفَقُ البعير كِركِرتَه فأثَّر فيها ، قيل به حازٌّ (٢). والحُزَّازُ : ما فى النَّفس من غيظٍ ؛ فإنّه يحزُّ القلبَ وغيرَه حزًّا. قال الشمّاخ :
فلما شَرَاها فاضَت العَينُ عَبْرَةً |
|
وفى الصدر حُزّازٌ من اللّوْمِ حامِزُ (٣) |
والحَزَازَة من ذلك. وكلُّ شىءِ حَكَّ فى صدرك فقد حَزَّ. ومنه حديث عبد الله : «الإثْم حَزَّازُ القُلُوب (٤)». [و] من الباب الحَزيز ، وهو مكانٌ غليظٌ مُنْقاد ، والجمع أحِزَّة. قال :
* بأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ (٥) *
ومنه الحَزاز ، وهو هِبْرِيَةٌ فى الرأس. ويقال جئت على حَزَّةٍ مُنكَرة ، أى حالٍ وساعةِ. وما أُراه (٦) يقال فى حالٍ صالحة. قال :
* وبأىِ حَزِّ مُلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ (٧) *
__________________
(١) فى الأصل : «يا قوم» صوابه فى المجمل واللسان. وضبط الفعل فى القاموس : كمللت وفررت ومررت.
(٢) الكر كرة : صدر كل ذى خف. وقد ضبطت العبارة فى اللسان خطأ ، وهى فى القاموس على الصواب. وقد أضاف كل منهما كلمة «طرف» إلى «كركرته».
(٣) ديوان الشماخ ٤٩ واللسان (حزز ، حمز). ورواية الديوان : «من الوجد» ، واللسان : من الهم.
(٤) ويروى أيضا : «حواز القلوب» أى يحوزها ويتملكها ويغلب عليها.
(٥) للسيد فى معلقته. والبيت بتمامه :
بأحزة لثلبوت يربا؟ |
|
قفر المواقب؟ آرامها |
(٦) فى الأصل : «أرى».
(٧) لأبى ذؤيب الهذلى فى ديوانه ٥ والمفضليات (٢ : ٣٢٣) واللسان (حزز ، رزن) وصدره :
حتى إذا جزرت مباه وزونه