ألا إنّ أهوائي بليلى قديمة |
|
وأقتل أهواء الرّجال قديمها |
وفي الأغاني : أن قيس بن الملّوح ، وهو مجنون ليلى خرج به أهله إلى وادي القرى ليمتاروا خوفا عليه من أن يضيع ، فمرّوا في طريقهم بجبلي نعمان ، فقال له بعض فتيان الحيّ : هذان جبلا نعمان ، وقد كانت ليلى تنزل بهما! قال : فأيّ الرياح تأتي من ناحيتهما؟ فقال بعض فتيان الحي : الصبا. قال : فو الله لا أديم هذا الموضع حتى تهب الصبا! فأقام ، ومضوا فامتاروا ثم أتوا عليه فأقاموا معه ثلاثة أيام حتى هبت الصبا ، ثم انطلق وأنشأ يقول :
أيا جبلي نعمان .. الأبيات.
ثم رأيت العيني قال في شواهده الكبرى هذه الأبيات صدر قصيدة طويلة لقيس وهو مجنون ليلى. وبعدها :
وإنّي على ليلى لزار وأنّني |
|
على ذاك فيما بيننا مستديمها |
وقد استشهد المصنف بهذا البيت في التوضيح على جواز إلحاق نون الوقاية. ثم رأيت القالي قال في أماليه (١) : حدّثنا أبو يعقوب ورّاق ابن دريد ، وكان من أهل العلم ، قال : أنا مسيح بن حاتم (٢) ، أنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي قال : تزوج رجل من أهل تهامة امرأة من أهل نجد فأخرجها إلى تهامة ، فلما أصابهما حزّ تهامة قالت : ما فعلت ريح كانت تأتينا ونحن بنجد يقال لها الصّبا؟ قال : يحبسها عنك هذان الجبلان ، فقالت :
أيا جبلي نعمان بالله خلّيا
الأبيات الثلاثة. ولم يذكر البيت الرابع ، وأوردها بلفظ نسيم الصبا ، وبلفظ تشومني حرارة.
__________________
(١) الامالي ١ / ١٨١
(٢) كذا في الأصل. وفي الامالي : (مسبح) بالموحدة.