ورسوله. وليس ذلك من وضع المظهر موضع المضمر لأنّ هذا مرمى آخر هو أسمى وأبعد غاية.
و (مِنْ) مؤكّدة لشمول النفي لكلّ سبيل.
وجملة (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) تذييل والواو اعتراضية ، أي شديد المغفرة ومن مغفرته أن لم يؤاخذ أهل الأعذار بالقعود عن الجهاد. شديد الرحمة بالناس ومن رحمته أن لم يكلّف أهل الأعذار ما يشق عليهم.
(وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ (٩٢))
عطف على (الضُّعَفاءِ) و (الْمَرْضى) [التوبة : ٩١] وإعادة حرف النفي بعد العاطف للنكتة المتقدّمة هنالك.
والحمل يطلق على إعطاء ما يحمل عليه ، أي إذا أتوك لتعطيهم الحمولة ، أي ما يركبونه ويحملون عليه سلاحهم ومؤنهم من الإبل.
وجملة : (قُلْتَ لا أَجِدُ) إلخ إمّا حال من ضمير المخاطب في (أَتَوْكَ) وإمّا بدل اشتمال من فعل (أَتَوْكَ) لأن إتيانهم لأجل الحمل يشتمل على إجابة ، وعلى منع.
وجملة (تَوَلَّوْا) جواب (إِذا) والمجموع صلة الذين.
والتولّي الرجوع. وقد تقدّم عند قوله تعالى : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ) [البقرة : ١٤٢] وقوله : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ) في سورة البقرة [٢٠٥].
والفيض والفيضان : خروج الماء ونحوه من قراره ووعائه ، ويسند إلى المائع حقيقة. وكثيرا ما يسند إلى وعاء المائع ، فيقال : فاض الوادي ، وفاض الإناء. ومنه فاضت العين دمعا وهو أبلغ من فاض دمعها ، لأنّ العين جعلت كأنّها كلّها دمع فائض ، فقوله : (تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) جرى على هذا الأسلوب.
و (مِنَ) لبيان ما منه الفيض. والمجرور بها في معنى التمييز. وقد تقدّم في قوله تعالى : (تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) في سورة المائدة [٨٣].
و (حَزَناً) نصب على المفعول لأجله ، و (أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) مجرور بلام جرّ