والبأس : هو عذاب المجرمين الذي هو نصر للرسل ـ عليهمالسلام ـ ..
والقوم المجرمون : الذين كذبوا الرسل.
وقرأ الجمهور فننجي بنونين وتخفيف الجيم وسكون الياء مضارع أنجى. و (مَنْ نَشاءُ) مفعول ننجي. وقرأه ابن عامر وعاصم فنجي ـ بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم مكسورة وفتح التحتية ـ على أنه ماضي نجى المضاعف بني للنائب ، وعليه ف (مَنْ نَشاءُ) هو نائب الفاعل ، والجمع بين الماضي في (نجّي) والمضارع في (نَشاءُ) احتباك تقديره فنجي من شئنا ممن نجا في القرون السالفة وننجي من نشاء في المستقبل من المكذبين.
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١))
هذا من رد العجز على الصدر فهي مرتبطة بجملة (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) [سورة يوسف : ١٠٢] وهي تتنزّل منها منزلة البيان لما تضمنه معنى الإشارة في قوله : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ) من التعجيب ، وما تضمنه معنى (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ) من الاستدلال على أنه وحي من الله مع دلالة الأمية.
وهي أيضا تتنزل منزلة التذييل للجمل المستطرد بها لقصد الاعتبار بالقصة ابتداء من قوله : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف : ١٠٣].
فلها مواقع ثلاثة عجيبة من النظم المعجز.
وتأكيد الجملة ب (قد) واللام للتحقيق.
وأولو الألباب : أصحاب العقول. وتقدم في قوله : (وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ) في أواسط سورة البقرة [١٩٧].
والعبرة : اسم مصدر للاعتبار ، وهو التوصل بمعرفة المشاهد المعلوم إلى معرفة الغائب وتطلق العبرة على ما يحصل به الاعتبار المذكور من إطلاق المصدر على المفعول كما هنا. ومعنى كون العبرة في قصصهم أنها مظروفة فيه ظرفية مجازية ، وهي ظرفية المدلول في الدليل فهي قارة في قصصهم سواء اعتبر بها من وفّق للاعتبار أم لم يعتبر لها