أو رجع واشمة أسف نئورها
وقوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ).
وأظهر حرف (هَلْ) بعد (أَمْ) لأن فيه إفادة تحقيق الاستفهام. وذلك ليس مما تغني فيه دلالة (أَمْ) على أصل الاستفهام ولذلك لا تظهر الهمزة بعد (أَمْ) اكتفاء بدلالة (أَمْ) على تقدير استفهام.
وجمع الظلمات وإفراد النور تقدم عند قوله تعالى : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) في أول سورة الأنعام [١].
واختير التشبيه في المتقابلات العمى والبصر ، والظلمة والنور ، لتمام المناسبة لأن حال المشركين أصحاب العمى كحال الظلمة في انعدام إدراك المبصرات ، وحال المؤمنين كحال البصر في العلم وكحال النور في الإفاضة والإرشاد.
وقرأ الجمهور تستوى الظلمات بفوقية في أوله مراعاة لتأنيث الظلمات. وقرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، وخلف ـ بتحتية في أوله وذلك وجه في الجمع غير المذكر السالم.
(أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ
(أَمْ) للإضراب الانتقال في الاستفهام مقابل قوله : (أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) ، فالكلام بعد (أم) استفهام حذفت أداته لدلالة (أم) عليها. والتقدير ؛ (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ). والتفت عن الخطاب إلى الغيبة إعراضا عنهم لما مضى من ذكر ضلالهم.
والاستفهام مستعمل في التهكم والتغليط. فالمعنى : لو جعلوا لله شركاء يخلقون كما يخلق الله لكانت لهم شبهة في الاغترار واتخاذهم آلهة ، أي فلا عذر لهم في عبادتهم ، فجملة (خَلَقُوا) صفة ل (شُرَكاءَ).
وشبه جملة (كَخَلْقِهِ) في معنى المفعول المطلق ، أي خلقوا خلقا مثل ما خلق الله. والخلق في الموضعين مصدر.
وجملة (فَتَشابَهَ) عطف على جملة (خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) فهي صفة ثانية ل (شُرَكاءَ) ،