قائمة الکتاب
16 ـ سورة النحل
(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً) إلى (بِما كانُوا يَصْنَعُونَ)
٢٤٤(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) إلى (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
٥٢
البحث
البحث في تفسير التّحرير والتّنوير
إعدادات
تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٣ ]
![تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٣ ] تفسير التّحرير والتّنوير](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F2917_altahrir-wal-tanwir-13%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٣ ]
المؤلف :الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :280
تحمیل
وتقدّم معنى القرية عند قوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) في سورة البقرة [٢٥٩].
والمراد بالقرية أهلها إذ هم المقصود من القرية كقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [سورة يوسف : ٨٢].
والأمن : السلامة من تسلّط العدو.
والاطمئنان : الدّعة وهدوء البال. وقد تقدّم في قوله تعالى : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) في سورة البقرة [٢٦٠] ، وقوله : (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) في [سورة النساء : ١٠٣].
وقدم الأمن على الطمأنينة إذ لا تحصل الطمأنينة بدونه ، كما أن الخوف يسبّب الانزعاج والقلق.
وقوله : (يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً) تيسير الرزق فيها من أسباب راحة العيش ، وقد كانت مكّة كذلك. قال تعالى : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً) تجبى (إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) [سورة القصص : ٥٧]. والرزق : الأقوات. وقد تقدم عند قوله : (لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ) في سورة يوسف [٣٧].
والرّغد : الوافر الهنيء. وتقدم عند قوله : (وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما) في سورة البقرة [٣٥].
و (مِنْ كُلِّ مَكانٍ) بمعنى من أمكنة كثيرة. و (كُلِ) تستعمل في معنى الكثرة ، كما تقدم في قوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) في سورة الأنعام [٢٥].
والأنعم : جمع نعمة على غير قياس.
ومعنى الكفر بأنعم الله : الكفر بالمنعم ، لأنهم أشركوا غيره في عبادته فلم يشكروا المنعم الحقّ. وهذا يشير إلى قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) [سورة النحل : ٨٣].
واقتران فعل «كفرت» بفاء التعقيب بعد (كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً) باعتبار حصول الكفر عقب النعم التي كانوا فيها حين طرأ عليهم الكفر ، وذلك عند بعثة الرسول إليهم.
وأما قرن (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ) بفاء التعقيب فهو تعقيب عرفي في مثل ذلك