انتقال من الاستدلال بالآيات السماوية إلى الاستدلال بالآيات الأرضية لمناسبة المضادة.
وتقدم الكلام على معنى (مَدَدْناها) وعلى (الرواسي) في سورة الرعد.
والموزون : مستعار للمقدّر المضبوط.
و (مَعايِشَ) : جمع معيشة. وبعد الألف ياء تحتية لا همزة كما تقدم في صدر سورة الأعراف.
(وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) عطف على الضمير المجرور في (لَكُمْ) ، إذ لا يلزم للعطف على الضمير المجرور المنفصل الفصل بضمير منفصل على التحقيق ، أي جعلنا لكم أيها المخاطبين في الأرض معايش ، وجعلنا في الأرض معايش لمن لستم له برازقين ، أي لمن لستم له بمطعمين.
وما صدق (مَنْ) الذي يأكل طعامه مما في الأرض ، وهي الموجودات التي تقتات من نبات الأرض ولا يعقلها النّاس.
والإتيان ب (مَنْ) التي الغالب استعمالها للعاقل للتغليب.
ومعنى (لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) نفي أن يكونوا رازقيه لأن الرزق الإطعام. ومصدر رزقه الرّزق ـ بفتح الراء ـ. وأما الرّزق ـ بكسر الراء ـ فهو الاسم وهو القوت.
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١))
هذا اعتراض ناشئ عن قوله (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [سورة الحجر : ١٩] الآية. وفي الكلام حذف الصفة كقوله تعالى (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) [سورة الكهف : ٧٩] أي سفينة صالحة.
والخزائن تمثيل لصلوحية القدرة الإلهية لتكوين الأشياء النافعة. شبهت هيئة إيجاد الأشياء النافعة بهيئة إخراج المخزونات من الخزائن على طريقة التمثيلية المكنية ، ورمز إلى الهيئة المشبّه بها بما هو من لوازمها وهو الخزائن. وتقدم عند قوله تعالى : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) في سورة الأنعام [٥٠].
وشمل ذلك الأشياء المتفرقة في العالم التي تصل إلى الناس بدوافع وأسباب تستتب