[الإسراء : ٥٧] ، وقوله : (أَقِمِ الصَّلاةَ) الآية [الإسراء : ٧٨] ، وقوله : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) الآية [الإسراء : ٢٦]. وقيل إلا ثمانيا من قوله : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) ـ إلى قوله ـ (سُلْطاناً نَصِيراً) [الإسراء : ٧٣ ـ ٨٠].
وأحسب أن منشأ هاته الأقوال أن ظاهر الأحكام التي اشتملت عليها تلك الأقوال يقتضي أن تلك الآي لا تناسب حالة المسلمين فيما قبل الهجرة فغلب على ظن أصحاب تلك الأقوال أن تلك الآي مدنية. وسيأتي بيان أن ذلك غير متجه عند التعرض لتفسيرها.
ويظهر أنها نزلت في زمن كثرت فيه جماعة المسلمين بمكة ، وأخذ التشريع المتعلق بمعاملات جماعتهم يتطرق إلى نفوسهم ، فقد ذكرت فيها أحكام متتالية لم تذكر أمثال عددها في سورة مكية غيرها عدا سورة الأنعام ، وذلك من قوله : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) إلى قوله : (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) [الإسراء : ٢٣ ـ ٣٨].
وقد اختلف في وقت الإسراء. والأصح أنه كان قبل الهجرة بنحو سنة وخمسة أشهر ، فإذا كانت قد نزلت عقب وقوع الإسراء بالنبيء صلىاللهعليهوسلم تكون قد نزلت في حدود سنة اثنتي عشرة بعد البعثة ، وهي سنة اثنتين قبل الهجرة في منتصف السنة.
وليس افتتاحها بذكر الإسراء مقتضيا أنها نزلت عقب وقوع الإسراء. بل يجوز أنها نزلت بعد الإسراء بمدة.
وذكر فيها الإسراء إلى المسجد الأقصى تنويها بالمسجد الأقصى وتذكيرا بحرمته.
نزلت هذه السورة بعد سورة القصص وقبل سورة يونس.
وعدّت السورة الخمسين في تعداد نزول سورة القرآن.
وعدد آيها مائة وعشر في عد أهل العدد بالمدينة ، ومكة ، والشام ، والبصرة. ومائة وإحدى عشرة في عد أهل الكوفة.
أغراضها
العماد الذي أقيمت عليه أغراض هذه السورة إثبات نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم.
وإثبات أن القرآن وحي من الله.
وإثبات فضله وفضل من أنزل عليه.