وضمن الركوب معنى الدخول لأنه ركوب مجازي ، فلذلك عدي بحرف (في) الظرفية نظير قوله تعالى : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها) [هود : ٤١] دون نحو قوله : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها) [النحل : ٨]. وقد تقدم ذلك في سورة هود.
والخرق : الثقب والشق ، وهو ضد الالتئام.
والاستفهام في (أَخَرَقْتَها) للإنكار. ومحل الإنكار هو العلة بقوله : (لِتُغْرِقَ أَهْلَها) ، لأن العلة ملازمة للفعل المستفهم عنه. ولذلك توجه أن يغير موسى ـ عليهالسلام ـ هذا المنكر في ظاهر الأمر ، وتأكيد إنكاره بقوله : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً).
والإمر ـ بكسر الهمزة ـ : هو العظيم المفظع. يقال : أمر كفرح إمرا ، إذا كثر في نوعه. ولذلك فسره الراغب بالمنكر ، لأن المقام دال على شيء ضارّ. ومقام الأنبياء في تغيير المنكر مقام شدة وصراحة. ولم يجعله نكرا كما في الآية بعدها لأن العلم الذي عمله الخضر ذريعة للغرق ولم يقع الغرق بالفعل.
وقرأ الجمهور (لِتُغْرِقَ) ـ بمثناة فوقية مضمومة ـ على الخطاب. وقرأه حمزة ، والكسائي ، وخلف ليغرق ـ بتحتية مفتوحة ورفع أهلها على إسناد فعل الغرق للأهل.
(قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٢))
استفهام تقرير وتعريض باللوم على عدم الوفاء بما التزم ، أي أتقرّ أني قلت إنك لا تستطيع معي صبرا.
و (مَعِيَ) ظرف متعلق ب (تَسْتَطِيعَ) ، فاستطاعة الصبر المنفية هي التي تكون في صحبته لأنه يرى أمورا عجيبة لا يدرك تأويلها.
وحذف متعلق القول تنزيلا له منزلة اللازم ، أي ألم يقع مني قول فيه خطابك بعدم الاستطاعة.
(قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (٧٣))
اعتذر موسى بالنسيان وكان قد نسي التزامه بما غشي ذهنه من مشاهدة ما ينكره.
والنهي مستعمل في التعطف والتماس عدم المؤاخذة ، لأنه قد يؤاخذه على النسيان مؤاخذة من لا يصلح للمصاحبة لما ينشأ عن النسيان من خطر. فالحزامة الاحتراز من