والتعريف في (الْيَمِينِ) ، و (الشِّمالِ) عوض عن المضاف إليه ، أي يمين الكهف وشماله ، فيدل على أن فم الكهف كان مفتوحا إلى الشمال الشرقي ، فالشمس إذا طلعت تطلع على جانب الكهف ولا تخترقه أشعتها ، وإذا غربت كانت أشعتها أبعد عن فم الكهف منها حين طلوعها.
وهذا وضع عجيب يسّره الله لهم بحكمته ليكون داخل الكهف بحالة اعتدال فلا ينتاب البلى أجسادهم ، وذلك من آيات قدرة الله.
والفجوة : المتسع من داخل الكهف ، بحيث لم يكونوا قريبين من فم الكهف. وفي تلك الفجوة عون على حفظ هذا الكهف كما هو.
(ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ) الإشارة بقوله : (ذلِكَ) إلى المذكور من قوله : (وَتَرَى الشَّمْسَ).
وآيات الله : دلائل قدرته وعنايته بأوليائه ومؤيدي دين الحق.
والجملة معترضة في خلال القصة للتنويه بأصحابها.
والإشارة للتعظيم.
(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)
استئناف بياني لما اقتضاه اسم الإشارة من تعظيم أمر الآية وأصحابها.
وعموم (من) الشرطية يشمل المتحدث عنهم بقرينة المقام. والمعنى : أنهم كانوا مهتدين لأن الله هداهم فيمن هدى ، تنبيها على أن تيسير ذلك لهم من الله هو أثر تيسيرهم لليسرى والهدى ، فأبلغهم الحق على لسان رسولهم ، ورزقهم أفهاما تؤمن بالحق. وقد تقدم الكلام على نظير (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) ، وعلى كتابة (الْمُهْتَدِ) بدون ياء في سورة الإسراء.
والمرشد : الذي يبين للحيران وجه الرشد ، وهو إصابة المطلوب من الخير.
(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (١٨))