عن المفعول كما قد يلوح بادئ الرأي.
والرعب تقدم في قوله تعالى : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) في سورة آل عمران [١٥١].
وقرأ نافع وابن كثير (وَلَمُلِئْتَ) ـ بتشديد اللام ـ على المبالغة في الملء ، وقرأ الباقون بتخفيف اللام على الأصل.
وقرأ الجمهور (رُعْباً) ـ بسكون العين ـ. وقرأه ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ـ بضم العين ـ.
[١٩ ، ٢٠] (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (٢٠))
عطف لجزء من القصة الذي فيه عبرة لأهل الكهف بأنفسهم ليعلموا من أكرمهم الله به من حفظهم عن أن تنالهم أيدي أعدائهم بإهانة ، ومن إعلامهم علم اليقين ببعض كيفية البعث ، فإن علمه عظيم وقد قال إبراهيم (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) [البقرة : ٢٦٠].
والإشارة بقوله : (وَكَذلِكَ) إلى المذكور من إنامتهم وكيفيتها ، أي كما أنمناهم قرونا بعثناهم. ووجه الشبه : أن في الإفاقة آية على عظيم قدرة الله تعالى مثل آية الإنامة.
ويجوز أن يكون تشبيه البعث المذكور بنفسه للمبالغة في التعجيب كما تقدم في قوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) [البقرة : ١٤٣].
وتقدم الكلام على معنى البعث في الآية المتقدمة ، وفي حسن موقع لفظ البعث في هذه القصة ، وفي التعليل من قوله : (لِيَتَساءَلُوا) عند قوله : (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) [الكهف : ١٢]. والمعنى : بعثناهم فتساءلوا بينهم.
وجملة (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) بيان لجملة (لِيَتَساءَلُوا). وسميت هذه المحاورة تساؤلا لأنها تحاور عن تطلب كل رأي الآخر للوصول إلى تحقيق المدة. والذين قالوا : (لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ) هم من عدا الذي قال : (كَمْ لَبِثْتُمْ).