المرتفع فوق الأرض.
والصعيد : وجه الأرض. وتقدم عند قوله تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) [المائدة:٦]. وفسروه هنا بذلك فيكون ذكره هنا توطئة لإجراء الصفة عليه وهي (زَلَقاً).
وفي «اللسان» عن الليث «يقال للحديقة ، إذا خربت وذهب شجراؤها : قد صارت صعيدا ، أي أرضا مستوية لا شجر فيها» ا ه. وهذا إذا صح أحسن هنا ، ويكون وصفه ب (زَلَقاً) مبالغة في انعدام النفع به بالمرة. لكني أظن أن الليث ابتكر هذا المعنى من هذه الآية وهو تفسير معنى الكلام وليس تبيينا لمدلول لفظ صعيد. ونظيره قوله : (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) [الكهف : ٨] في أول هذه السورة.
والزلق : مصدر زلقت الرجل ، إذا اضطربت وزلت على الأرض فلم تستقر. ووصف الأرض بذلك مبالغة ، أي ذات زلق ، أي هي مزلقة.
والغور : مصدر غار الماء ، إذا ساخ الماء في الأرض. ووصفه بالمصدر للمبالغة ، ولذلك فرع عليه (فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً). وجاء بحرف توكيد النفي زيادة في التحقيق لهذا الرجاء الصادر مصدر الدعاء.
[٤٢ ، ٤٣] (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (٤٢) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (٤٣))
كان صاحبه المؤمن رجلا صالحا فحقق الله رجاءه ، أو كان رجلا محدّثا من محدّثي هذه الأمة ، أو من محدّثي الأمم الماضية على الخلاف في المعنيّ بالرجلين في الآية ، ألهمه الله معرفة ما قدره في الغيب من عقاب في الدنيا للرجل الكافر المتجبر.
وإنما لم تعطف جملة (وَأُحِيطَ) بفاء التفريع على رجاء صاحبه المؤمن إذ لم يتعلق الغرض في هذا المقام بالإشارة إلى الرجل المؤمن ، وإنما المهم التنبيه على أن ذلك حادث حل بالكافر عقابا له على كفره ليعلم السامعون أن ذلك جزاء أمثاله وأن ليس بخصوصية لدعوة الرجل المؤمن.
والإحاطة : الأخذ من كل جانب ، مأخوذة من إحاطة العدو بالقوم إذا غزاهم. وقد تقدمت في قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) في سورة يوسف [٦٦] وقوله : (إِنَّ رَبَّكَ