ـ وموقع يحسن فيه الابتداء بها ولا يحسن الوقف عليها كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) [عبس : ١١].
ـ وموقع لا يحسن فيه شيء من الأمرين كقوله تعالى : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر : ٤].
وكلام الفراء يبين أنّ الخلاف بين الجمهور وبين المبرد لفظي لأنّ الوقف أعم من السكوت التام.
وحرف التنفيس في قوله (سَنَكْتُبُ) لتحقيق أنّ ذلك واقع لا محالة كقوله تعالى : (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) [يوسف : ٩٨].
والمد في العذاب : الزيادة منه ، كقوله : (فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) [مريم : ٧٥].
و (ما يَقُولُ) في الموضعين إيجاز ، لأنه لو حكي كلامه لطال. وهذا كقوله تعالى : (قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) [آل عمران : ١٨٣] ، أي وبقربان تأكله النار ، أي ما قاله من الإلحاد والتهكم بالإسلام ، وما قاله من المال والولد ، أي سنكتب جزاءه ونهلكه فنرثه ما سمّاه من المال والولد ، أي نرث أعيان ما ذكر أسماءه ، إذ لا يعقل أن يورث عنه قوله وكلامه. ف (ما يَقُولُ) بدل اشتمال من ضمير النصب في (نَرِثُهُ) ، إذ التقدير : ونرث ولده وماله.
والإرث : مستعمل مجازا في السلب والأخذ ، أو كناية عن لازمه وهو الهلاك. والمقصود : تذكيره بالموت ، أو تهديده بقرب هلاكه.
ومعنى إرث أولاده أنهم يصيرون مسلمين فيدخلون في حزب الله ، فإن العاصي ولد عمرا الصحابي الجليل وهشاما الصحابي الشهيد يوم أجنادين ، فهنا بشارة للنبيصلىاللهعليهوسلم ونكاية وكمد للعاصي بن وائل.
والفرد : الذي ليس معه ما يصير به عددا ، إشارة إلى أنّه يحشر كافرا وحده دون ولده ، ولا مال له ، و (فَرْداً) حال.
[٨١ ـ ٨٢] بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢))
عطف على جملة (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) [مريم : ٦٦] فضمير (اتَّخَذُوا) عائد