[أبيات الصاحب بن عبّاد في قصور عمله وشكره لما أنعم الله عليه فوق ما كان يأمله من المنائح والمواهب وأن أفضل مواهب الله عليه حبّه لأمير المؤمنين علي عليهالسلام ثم أبيات عزّ الدين الناصر لدين الله في أن من وسيلته إلى الله هو النبي وصهره وابنته وسبطيه سلام الله عليهم]
٣٥٨ ـ أخبرني الصدر الإمام تاج الإسلام نور الدين محمد بن محمد بن محمد ابن طاهر بن إبراهيم بن حمزة البخاري رحمهالله فيما كتب إليّ منها في سنة [ستّ] وستين وستّ مائة (١) قال : حدثني الإمام الزاهد الناقد بقيّة الحفّاظ حافظ الأندلس المعروف بابن حولة الغرناطي رحمهالله قال :
حكى لنا عزّ الدين نجاح (٢) الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال : كنت قائما على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه وقد تشعّب به وبهم الحديث وتفنّنت إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد [رحمهالله] :
منائح الله عندي جاوزت أملي |
|
فليس يدركها شكري ولا عملي |
لكن أفضلها عندي وأكملها |
|
محبّتي لأمير المؤمنين عليّ |
فهشّ لذلك وبشّ ثمّ فكّر هنيهة وأنشد لنفسه :
يا ذا المعارج إن قصّرت في عملي |
|
وغرّني من زماني كثرة الأمل |
وسيلتي أحمد وابناه وابنته |
|
إليك ثمّ أمير المؤمنين عليّ |
__________________
(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث المتقدم تحت الرقم : (٣٥٢) من الجزء الأول ص ٤٢١ ط ١.
(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «نجاح خاص الناصر ...».