والصلاة والسلام على محمد النبيّ الأميّ الذي هو على خلق عظيم ؛ وبالمؤمنين رءوف رحيم ، وعلى أخيه إمام الأولياء و [على] أولاده الحنفاء الشرفاء ، و [على] المهديّ الإمام سميّ (١) خاتم الأنبياء ، و [على] أزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيّته [و] أهل بيته وعترته وصحابته منابع الإحسان العميم ، ومعادن المنّ والإفضال الجسيم ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أهل الصفاء والوفاء واليقين ، صلاة تزري نفحاتها بروائح الفاغرة وتجمع لقائلها من سعادتي الدنيا والآخرة ، ما هبّ نسيم وفاح شميم (٢) واستعذب كوثر وتسنيم.
فهذا هو السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين (٣) يشتمل على اثنين وسبعين بابا من أحاديث وردت من سيّد الثقلين ـ الذي ما نطق عن الهوى ـ في فضائل المرتضى والبتول والحسنين أهل الكرامة والتقوى [و] خلاصة الأنام ونقاوة البشر ، الذين بذكرهم يستدفع نوازل البلاء والضرر ، ويستعاذ من سوء القضاء وشرّ القدر ، ويستنزل في المحول نوافع المطر ، ويستقضي [على] غلبات اليأس جوامع الوطر (٤) شعر (٥) :
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم |
|
بعد الممات جمال الكتب والسير |
__________________
ـ ورواه أيضا في ترجمة زيد بن جارية الأنصاري من الإستيعاب بهامش الإصابة : ج ١ ، ص ٥٥٦ قال :
قال أبو يحيى الساجي : حدثني زياد بن عبيد الله المزني ، قال : حدثني مروان بن معاوية ، قال :
حدثني عثمان بن حكيم ، عن خالد بن سلمة القرشي ، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني زيد بن جارية أخو بني الحرث ابن الخزرج ، قال : قلت : يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلّي عليك؟ قال : صلّوا عليّ وقولوا : اللهمّ بارك على آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
هكذا رواه خالد بن سلمة ، عن موسى بن طلحة ، ورواه إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه ـ وربما قال فيه : أراه عن أبيه ـ قلت : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك. فذكره.
أقول : وقد تقدّم الحديث بطرق جمّة في الفاتحة من مقدمة هذا الكتاب : ج ١ ، ص ٢٤.
ورواه أيضا عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ : ج ٣ ص ٢٥٢ وج ٥ ص ٥٢٤.
(١) هذا هو الصواب ، وفي الأصل : «يسعى».
(٢) الشميم : الرائحة الطيّبة. و «فاح شميم» أي ما انتشرت وأذيعت الروائح الطيّبة.
(٣) الفرائد تأتي جمعا للفريد : المتفرد الذي لا نظير له. الشذرة تفصل من الذهب. والدرّ أو اللؤلؤ إذا نظم وفصل بغيره. الجوهرة النفيسة.
وأيضا تأتي الفرائد جمعا للفريدة ـ مؤنّث الفريد ـ : الجوهرة النفيسة ، يقال : فلان أتى بالفرائد ، أي بألفاظ تدل على عظم فصاحته ، وجزالة منطقه ، وأصالة عربيّته.
والسمط ـ كحبر ـ : الخيط ما دام اللؤلؤ ـ أو الخرز ـ منتظما فيه.
(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ويستقصي عنده عليات الناس جوامع العطر».
(٥) لفظة : «شعر» غير موجودة في نسخة طهران.