ونظرا لهذا التفكير المستنير والاهتمام الدقيق بمسائل الطب ومشكلاته استطاع أبي محمد الأزدي وصف كثير من الأمراض التي ما زالت شائعة الى اليوم وأن يرسم لها علاجاتها .. فقد ذكر السيلان والسفلس والايدز بأوصافها وأعراضها ، وتحدّث عن امكانية علاجها .. كما تحدّث عن الأوبئة كالطاعون والسّل والهيضة وغيرها ، وشخّص علاماتها والأدوية النافعة لها.
وتطرق الى الأمراض النفسية كالكآبة والإحباط والقلق والوسواس والاضطرابات العقلية والنفسية والى الشلل والرعشة وغيرها كثير .. وأوضح طريق التخلص منها أو تخفيف شدّتها وعوارضها.
وأما الأدوية التي وصفها في كتابه فتعتمد على النباتات والأعشاب الطبية بضمن قانونه الذي ذكره في كتابه وهو أن العلاج يبدأ بالغذاء والرياضة المناسبة للسنّ ، فان حصل الداء انتقل الى الأدوية المفردة ، فان تعسر أكثر انتقل المعالج الى الأدوية المركّبة .. ولذا فإنه يصف الأدوية ويصرّ على ألّا تستخدم إلّا بمعرفة الطبيب" ذي الدستور" أي المتمكن من صنعة الطب والمتخرج على أساتذتها الكبار .. ويوصي الأصحاء بمراعاة صحتهم بالغذاء والرياضة وتفريح القلب .. وغير ذلك.
ومن الطبيعي أنه يذكر كل واحد من هذه الأمور في الجذر اللغوي الذي جاء منه لفظه .. فالطاعون في الجذر (طعن) والسّل في الجذر (سلل) والجذام في الجذر (جذم) وهكذا ..
فان كان اسم المرض أو الدواء أو النبات الطبي اسما أعجميا اجتهد الأزدي في وضع مقابل عربي له .. ولذا تراه ـ أحيانا ـ يذكر اللفظ مع الجذر العربي ثم يشير اليه في حذره الأعجمي محيلا الى الموضع الأول .. إلّا الألفاظ التي