انغمس فيه من اللّمم والسّيئات.
وهو الّذي جعل الصّحّة مُنَّة منه وفضلا ، فقال ، عَزَّ مِن قائل : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (١). وقال ، جلّ وعزّ : (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (٢).
وأَمَرَ النّبيُّ صلىاللهعليهوسلم بالتّداوي ، فقال : (تداووا ، فإنّ الله ، عزوجل ، لم يضع داءً إلّا وضع له دواءً ، عَلِمَه مَن عَلِمَه وجهله مَنْ جهله) (٣). وقد أمر صلىاللهعليهوسلم باتّخاذ أحذَق الطّبيبين (٤).
وبعد ..
فإنّي لمّا رأيت أبا عبد الرّحمن الخليل بن أحمد ، رحمهالله ، قد أغرب في كتاب" العين" فَبَزَّ به مَن كان قبله ، وعَنَّى به من جاء بعده ، وجعله خالصا للغة العرب وبيانها ، وأحصى فيه ألفاظها ومعانيها ، وسمّاه بأول أبوابه .. ولمّا كان الغالبَ على أبناء صَنْعَتِنا اللّحنُ والغَلَطُ ، وقد تفشَّت فيهم العُجْمة والشَّطَط ..
عزمْتُ على أن أكتب كتابا يجمع بين الطّبّ والعربيّة ، ويضُمُّ الأمراض والعلل والأدواء ، وما يجب أن يتأتّى لها من العلاجات والأدوية .. فأنشأتُ كتابي هذا على حروف اللّغة مبتدئا بالهمزة فالباء فالتّاء ، حتّى آخر الحروف وهو الياء. ورتَّبْتُه على الثّلائيّ في جميع مادّته ، تيسيرا للطَّلَب ، وتسهيلا لمن رغب. وسمّيتُه" كتابَ الماء" باسم أوّل أبوابه ، على نحو ما رسمه أبو عبد الرّحمن الخليل ، رحمهالله.
وجعلته مختصرا لا يُمِلّ ، ونافعا من حيث لا يُخِلّ ، لمن شاء أن يتعرَّف داءً أو دواءً. وقد ألزمني ذلك أن أذكر أسماء النّبات والحيوان وأعضاء بدن الإنسان ، ممّا يوجيه ذكرُ الدّاء أو الدّواء.