اسم الرحمن.
وقرأ الجمهور (تَأْمُرُنا) بتاء الخطاب. وقرأه حمزة والكسائي بياء الغيبة على أن قولهم ذلك يقولونه بينهم ولا يشافهون به النبي صلىاللهعليهوسلم.
والضمير المستتر في (زادَهُمْ) عائد إلى القول المأخوذ من (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ). والنفور : الفرار من الشيء. وأطلق هنا على لازمه وهو البعد. وإسناد زيادة لنفور إلى القول لأنه سبب تلك الزيادة فهم كانوا أصحاب نفور من سجود لله فلما أمروا بالسجود للرحمن زادوا بعدا من الإيمان ، وهذا كقوله في سورة نوح [٦] (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً).
وهذا موضع سجدة من سجود القرآن بالاتفاق. ووجه السجود هنا إظهار مخالفة المشركين إذ أبوا السجود للرحمن ، فلما حكي إباؤهم من السجود للرحمن في معرض التعجيب من شأنهم عزز ذلك بالعمل بخلافهم فسجد النبي صلىاللهعليهوسلم هنا مخالفا لهم مخالفة بالفعل مبالغة في مخالفته لهم بعد أن أبطل كفرهم بقوله : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان : ٥٨] الآيات الثلاث. وسنّ الرسول عليهالسلام السجود في هذا الموضع.
(تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (٦١))
استئناف ابتدائي جعل تمهيدا لقوله (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) [الفرقان : ٦٣] الآيات التي هي محصول الدعامة الثالثة من الدعائم الثلاث التي أقيم عليها بناء هذه السورة ، وافتتحت كل دعامة منها ب (تَبارَكَ الَّذِي ...) إلخ كما تقدم في صدر السورة. وافتتح ذلك بإنشاء الثناء على الله بالبركة والخير لما جعله للخلق من المنافع. وتقدم (تَبارَكَ) أول السورة [١] وفي قوله (تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) في الأعراف [٥٤].
والبروج : منازل مرور الشمس فيما يرى الراصدون. وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً) في أول سورة الحجر [١٦].
والامتنان بها لأن الناس يوقّتون بها أزمانهم.
وقرأ الجمهور (سِراجاً) بصيغة المفرد. والسراج : الشمس كقوله : (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) في سورة نوح [١٦]. ومناسبة ذلك لما يرد بعده من قوله : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ