تنشد :
أستغفر الله لأمري كله |
|
قتلت إنسانا بغير حله |
مثل غزال ناعما في دله |
|
انتصف الليل ولم أصلّه |
وهي تريد التورية بالقرآن. فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك يريد ما أبلغك (وكانوا يسمون البلاغة فصاحة) فقالت له : أو يعد هذا فصاحة مع قوله تعالى (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فجمع في آية واحدة خبرين ، وأمرين ، ونهيين ، وبشارتين.
فالخبران هما (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) وقوله (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) لأنه يشعر بأنها ستخاف عليه.
والأمران هما : (أَرْضِعِيهِ) و (ألقيه).
والنهيان : (وَلا تَخافِي) و (لا تَحْزَنِي).
والبشارتان : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
والخوف : توقع أمر مكروه ، والحزن : حالة نفسية تنشأ من حادث مكروه للنفس كفوات أمر محبوب ، أو فقد حبيب ، أو بعده ، أو نحو ذلك.
والمعنى : لا تخافي عليه الهلاك من الإلقاء في اليم ، ولا تحزني على فراقه.
والنهي عن الخوف وعن الحزن نهي عن سببيهما وهما توقع المكروه والتفكر في وحشة الفراق.
وجملة (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) في موقع العلة للنهيين لأن ضمان رده إليها يقتضي أنه لا يهلك وأنها لا تشتاق إليه بطول المغيب. وأما قوله (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فإدخال للمسرة عليها.
(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨))
الالتقاط افتعال من اللقط ، وهو تناول الشيء الملقى في الأرض ونحوها بقصد أو ذهول. أسند الالتقاط إلى آل فرعون لأن استخراج تابوت موسى من النهر كان من إحدى