هو الكافر ، وقيل عنه : الظالم لنفسه رفقا به ، وقيل للآخر : السابق بإذن الله إنباء أن ذلك بنعمة الله وفضله لا من حال العبد ا ه.
وفي الإخبار بالمسند الفعلي عن المسند إليه إفادة تقوي الحكم وصوغ الفعل بصيغة المضارع لأنه مستقبل ، وكذلك صوغ (يُحَلَّوْنَ) وهو خبر ثان عن (جَنَّاتُ عَدْنٍ). وتقدم نظيرها في سورة الحج فانظره.
وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر (وَلُؤْلُؤاً) بالنصب عطفا على محل (أَساوِرَ) لأنه لما جر بحرف الجر الزائد كان في موضع نصب على المفعول الثاني لفعل (يُحَلَّوْنَ) فجاز في المعطوف أن ينصب على مراعاة محل المعطوف عليه. وقرأه الباقون بالجر على مراعاة اللفظ ، وهما وجهان.
[٣٤ ، ٣٥] (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥))
الأظهر أن جملة (وَقالُوا) في موضع الحال من ضمير (يُحَلَّوْنَ) [فاطر : ٣٣] لئلا يلزم تأويل الماضي بتحقيق الوقوع مع أنه لم يقصد في قوله : (يَدْخُلُونَها) [فاطر : ٣٣]. وتلك المقالة مقارنة للتحلية واللباس ، وهو كلام يجري بينهم ساعتئذ لإنشاء الثناء على الله على ما خوّلهم من دخول الجنة ، ولما فيه من الكرامة.
وإذهاب الحزن مجاز في الإنجاء منه فتصدق بإزالته بعد حصوله ويصدق بعدم حصوله.
و (الْحَزَنَ) الأسف. والمراد : أنهم لمّا أعطوا ما أعطوه زال عنهم ما كانوا فيه قبل من هول الموقف ومن خشية العقاب بالنسبة للسابقين والمقتصدين ومما كانوا فيه من عقاب بالنسبة لظالمي أنفسهم.
وجملة (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) استئناف ثناء على الله شكروا به نعمة السلامة أثنوا عليه بالمغفرة لما تجاوز عما اقترفوه من اللمم وحديث الأنفس ونحو ذلك مما تجاوز الله عنه بالنسبة للمقتصدين والسابقين ، ولما تجاوز عنه من تطويل العذاب وقبول الشفاعة بالنسبة لمختلف أحوال الظالمين أنفسهم وأثنوا على الله بأنه شكور لما رأوا من إفاضته الخيرات عليهم ومضاعفة الحسنات مما هو أكثر من صالحات أعمالهم. وهذا على نحو