صنتيمترا ، ووزنه نحو أربعة أرطال أو تزيد ، وتقوى حركته.
العاشر : في الشهر التاسع يصير طوله من خمسين إلى ستين صنتيمترا ووزنه من ستة إلى ثمانية أرطال. ويتم عظمه ، ويتضخّم رأسه ، ويكثف شعره ، وتبتدئ فيه وظائف الحياة في الجهاز الهضمي والرئة والقلب ، ويصير نماؤه بالغذاء ، وتظهر دورة الدم فيه المعروفة بالدورة الجنينية.
و (الظلمات الثلاث) : ظلمة بطن الأم ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة ، وهي غشاء من جلد يخلق مع الجنين محيطا به ليقيه وليكون به استقلاله مما ينجر إليه من الأغذية في دورته الدموية الخاصة به دون أمه. وفي ذكر هذه الظلمات تنبيه على إحاطة علم الله تعالى بالأشياء ونفوذ قدرته إليها في أشدّ ما تكون فيه من الخفاء.
وانتصب (خَلْقاً) على المفعولية المطلقة المبينة للنوعية باعتبار وصفه بأنه (مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) ، ويتعلق قوله : (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) ب (يَخْلُقُكُمْ).
وقرأ الجمهور (أُمَّهاتِكُمْ) بضم الهمزة وفتح الميم في حالي الوصل والوقف وقرأه حمزة في حال الوصل بكسر الهمزة اتباعا لكسرة نون (بُطُونِ) وبكسر الميم اتباعا لكسر الهمزة. وقرأه الكسائي بكسر الميم في حال الوصل مع فتح الهمزة.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
بعد أن أجري على اسم الله تعالى من الأخبار والصفات القاضية بأنه المتصرف في الأكوان كلها : جواهرها وأعراضها ، ظاهرها وخفيها ، ابتداء من قوله : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) [الأنعام : ٧٣] ، ما يرشد العاقل إلى أنه المنفرد بالتصرف المستحق العبادة المنفرد بالإلهية أعقب ذلك باسم الإشارة للتنبيه على أنه حقيق بما يرد بعده من أجل تلك التصرفات والصفات. والجملة فذلكة ونتيجة أنتجتها الأدلة السابقة ولذلك فصلت.
واسم الإشارة لتمييز صاحب تلك الصفات عن غيره تمييزا يفضي إلى ما يرد بعد اسم الإشارة على نحو ما قرر في قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) في سورة البقرة[٥].
والمعنى : ذلكم الذي خلق وسخر وأنشأ الناس والأنعام وخلق الإنسان أطوارا هو الله ، فلا تشركوا معه غيره إذ لم تبق شبهة تعذر أهل الشرك بشركهم ، أي ليس شأنه بمشابه