(بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً) هو الإناث.
ومعنى (ظَلَ) هنا : صار ، فإن الأفعال الناقصة الخمسة المفتتح بها باب الأفعال الناقصة ، تستعمل بمعنى صار.
واسوداد الوجه من شدة الغضب والغيظ إذ يصعد الدم إلى الوجه فتصير حمرته إلى سواد ، والمعنى : تغيّظ.
والكظيم : الممسك ، أي عن الكلام كربا وحزنا.
(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨))
عطف إنكار على إنكار ، والواو عاطفة الجملة على الجملة وهي مؤخرة عن همزة الاستفهام لأن للاستفهام الصدر وأصل الترتيب : وأمن ينشأ. وجملة الاستفهام معطوفة على الإنكار المقدّر بعد (أَمِ) في قوله : (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) [الزخرف : ١٦]. ولذلك يكون (مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) في محل نصب بفعل محذوف دلّ عليه فعل (اتَّخَذَ) في قوله : (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) [الزخرف : ١٦]. والتقدير : أأتّخذ من ينشأ في الحلية إلخ. ولك أن تجعل (مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) بدلا من قوله (بَناتٍ) بدلا مطابقا وأبرز العامل في البدل لتأكيد معنى الإنكار لا سيما وهو قد حذف من المبدل منه. وإذ كان الإنكار إنما يتسلط على حكم الخبر كان موجب الإنكار الثاني مغايرا لموجب الإنكار الأول وإن كان الموصوف بما لوصفين اللذين تعلق بهما الإنكار موصوفا واحدا وهو الأنثى.
ونشء الشيء في حالة أن يكون ابتداء وجوده مقارنا لتلك الحالة فتكون للشيء بمنزلة الظرف. ولذلك اجتلب حرف في الدّالة على الظرفية وإنما هي مستعارة لمعنى المصاحبة والملابسة فمعنى (مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) من تجعل له الحلية من أول أوقات كونه ولا تفارقه ، فإن البنت تتّخذ لها الحلية من أول عمرها وتستصحب في سائر أطوارها ، وحسبك أنها شقّت طرفا أذنيها لتجعل لها فيهما الأقراط بخلاف الصبي فلا يحلّى بمثل ذلك وما يستدام له. والنّشء في الحلية كناية عن الضعف عن مزاولة الصعاب بحسب الملازمة العرفية فيه. والمعنى : أن لا فائدة في اتخاذ الله بنات لا غناء لهن فلا يحصل له باتخاذها زيادة عزّة ، بناء على متعارفهم ، فهذا احتجاج إقناعي خطابي.
و (الْخِصامِ) ظاهره : المجادلة والمنازعة بالكلام والمحاجّة ، فيكون المعنى : أن المرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. وعن قتادة : ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا