في اليهود ، يعني في الرد عليهم إذ قالوا : إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت ، يعني أن مقالة اليهود سمعت بالمدينة ، يعني : وألحقت بهذه السورة لمناسبة موقعها. وهذا المعنى وإن كان معنى دقيقا في الآية فليس بالذي يقتضي أن يكون نزول الآية في المدينة فإن الله علم ذلك فأوحى به إلى رسولهصلىاللهعليهوسلم على أن بعض آراء اليهود كان مما يتحدث به أهل مكة قبل الإسلام يتلقونه تلقي القصص والأخبار. وكانوا بعد البعثة يسألون اليهود عن أمر النبوءة والأنبياء ، على أن إرادة الله إبطال أوهام اليهود لا تقتضي أن يؤخر إبطالها إلى سماعها بل قد يجيء ما يبطلها قبل فشوّها في الناس كما في قوله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧] فإنها نزلت بمكة. وورد أن النبيصلىاللهعليهوسلم أتاه بعض أحبار اليهود فقال : إن الله يضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والبحار على إصبع والجبال على إصبع ثم يقول «أنا الملك أين ملوك الأرض» فتلا النبي صلىاللهعليهوسلم الآية. والمقصود من تلاوتها هو قوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ). والإيماء إلى سوء فهم اليهود صفات الله.
وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) [البلد : ١].
وقد أجمع العادّون على عد آيها خمسا وأربعين.
أغراض هاته السورة
أولها : التنويه بشأن القرآن.
ثانيها : أنهم كذبوا الرسول صلىاللهعليهوسلم لأنه من البشر ،
وثالثها : الاستدلال على إثبات البعث وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلق الأرض وما عليها ، ونشأة النبات والثمار من ماء السماء وأن ذلك مثل للإحياء بعد الموت.
الرابع : تنظير المشركين في تكذيبهم بالرسالة والبعث ببعض الأمم الخالية المعلومة لديهم ، ووعيد هؤلاء أن يحل بهم ما حل بأولئك.
الخامس : الوعيد بعذاب الآخرة ابتداء من وقت احتضار الواحد ، وذكر هول يوم