بسم الله الرّحمن الرّحيم
٤٧ ـ سورة محمد
سميت هذه السورة في كتب السنة سورة محمد. وكذلك ترجمت في «صحيح البخاري» من رواية أبي ذر عن البخاري ، وكذلك في التفاسير قالوا : وتسمى سورة القتال.
ووقع في أكثر روايات «صحيح البخاري» سورة الذين كفروا. والأشهر الأول ، ووجهه أنها ذكر فيها اسم النبي صلىاللهعليهوسلم في الآية الثانية منها فعرفت به قبل سورة آل عمران [١٤٤] التي فيها (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ).
وأما تسميتها سورة القتال فلأنها ذكرت فيها مشروعية القتال ، ولأنها ذكر فيها لفظه في قوله تعالى : (وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) ، مع ما سيأتي أن قوله تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ) إلى قوله : (وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) [محمد : ٢٠] أنّ المعنيّ بها هذه السورة فتكون تسميتها سورة القتال تسمية قرآنية.
وهي مدنية بالاتفاق حكاه ابن عطية وصاحب «الإتقان». وعن النسفي : أنها مكية. وحكى القرطبي عن الثعلبي وعن الضحاك وابن جبير : أنها مكية. ولعله وهم ناشئ عمّا روي عن ابن عباس أن قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ) [محمد : ١٣] الآية نزلت في طريق مكة قبل الوصول إلى حراء ، أي في الهجرة. قيل نزلت هذه السورة بعد يوم بدر وقيل نزلت في غزوة أحد. وعدّت السادسة والتسعين في عداد نزول سور القرآن ، نزلت بعد سورة الحديد وقبل سورة الرعد.
وآيها عدّت في أكثر الأمصار تسعا وثلاثين ، وعدّها أهل البصرة أربعين ، وأهل الكوفة تسعا وثلاثين.