وثمودا أشهر في العرب وأكثر ذكرا بينهم وديارهم في بلاد العرب.
وقرأ الجمهور (عاداً الْأُولى) بإظهار تنوين (عاداً) وتحقيق همزة (الْأُولى). وقرأ ورش عن نافع وأبو عمرو عاد لولى بحذف همزة (الأولى) بعد نقل حركتها إلى اللام المعرّفة وإدغام نون التنوين من (عاداً) في لام لولى. وقرأه قالون عن نافع بإسكان همزة (الْأُولى) بعد نقل حركتها إلى اللام المعرفة (عاد لؤلى) على لغة من يبدل الواو الناشئة عن إشباع الضمة همزا ، كما قرئ (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) [الفتح : ٢٩].
وقرأ الجمهور (وَثَمُودَ) بالتنوين على إطلاق اسم جد القبيلة عليها. وقرأه عاصم وحمزة بدون تنوين على إرادة اسم القبيلة.
وجملة (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) تعليل لجملة (أَهْلَكَ عاداً) إلى آخرها ، وضمير الجمع في (إِنَّهُمْ كانُوا) يجوز أن يعود إلى قوم نوح ، أي كانوا أظلم وأطغى من عاد وثمود. ويجوز أن يكون عائدا إلى عاد وثمود وقوم نوح والمعنى : إنهم أظلم وأطغى من قومك الذين كذبوك فتكون تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم بأن الرسل من قبله لقوا من أممهم أشد مما لقيه محمد صلىاللهعليهوسلم ، وفيه إيماء إلى أن الله مبق على أمة محمد صلىاللهعليهوسلم فلا يهلكها لأنه قدّر دخول بقيتها في الإسلام ثم أبنائها.
وضمير الفصل في قوله (كانُوا هُمْ أَظْلَمَ) لتقوية الخبر.
[٥٣ ، ٥٤] (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (٥٣) فَغَشَّاها ما غَشَّى (٥٤))
والمؤتفكة صفة لموصوف محذوف يدل عليه اشتقاق الوصف كما سيأتي ، والتقدير : القرى المؤتفكة ، وهي قرى قوم لوط الأربع وهي (سدوم) و (عمورة) و (آدمة) و (صبوييم). ووصفت في سورة براءة [٧٠] بالمؤتفكات لأن وصف جمع المؤنث يجوز أن يجمع وأن يكون بصيغة المفرد المؤنث. وقد صار هذا الوصف غالبا عليها بالغلبة.
وذكرت القرى باعتبار ما فيها من السكان تفننا ومراعاة للفواصل.
ويجوز أن تكون المؤتفكة هنا وصفا للأمة ، أي لأمة لوط ليكون نظيرا لذكر عاد وثمود وقوم نوح كما في قوله تعالى : (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) في سورة الحاقة [٩]. والائتفاك : الانقلاب ، يقال : أفكها فاتفكت. والمعنى : التي خسف بها فجعل عاليها سافلها ، وقد تقدم ذكرها في سورة براءة.