والتصبيح : الكون في زمن الصباح وهو أول النهار.
والمستقر : الثابت الدائم الذي يجري على قوة واحدة لا يقلع حتى استأصلهم.
والعذاب : هو الخسف ومطر الحجارة وهو مذكور في سورة الأعراف وسورة هود.
(فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩))
تفريع قول محذوف خوطبوا به مراد به التوبيخ ؛ إمّا بأن ألقي في روعهم عند حلول العذاب ، بأن ألقى الله في أسماعهم صوتا.
والخطاب لجميع الذين أصابهم العذاب المستقر ، وبذلك لم تكن هذه الجملة تكريرا. وحذفت ياء المتكلم من قوله : (وَنُذُرِ) تخفيفا.
والقول في استعمال الذوق هنا كالقول في سابقه.
وفائدة الإعلام بما قيل لهم من قوله : (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ) في الموضعين أن يتجدد عند استماع كل نبإ من ذلك ادّكار لهم واتّعاظ وإيقاظ استيفاء لحق التذكير القرآني.
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠))
تكرير ثالث تنويها بشأن القرآن للخصوصية التي تقدمت في المواضع التي كرر فيها نظيره وما يقاربه وخاصة في نظيره الموالي هو له. ولم يذكر هنا (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) [القمر : ٣٠] اكتفاء بحكاية التنكيل لقوم لوط في التعريض بتهديد المشركين.
[٤١ ، ٤٢] (وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢))
لما كانت عدوة موسى عليهالسلام غير موجهة إلى أمة القبط ، وغير مراد منها التشريع لهم. ولكنها موجهة إلى فرعون وأهل دولته الذين بأيديهم تسيير أمور المملكة الفرعونية ، ليسمحوا بإطلاق بني إسرائيل من الاستعباد ، ويمكنوهم من الخروج مع موسى خص بالنذر هنا آل فرعون ، أي فرعون وآله لأنه يصدر عن رأيهم ، ألا ترى أن فرعون لم يستأثر بردّ دعوة موسى بل قال لمن حوله : (أَلا تَسْتَمِعُونَ) [الشعراء : ٢٥] وقال : (فَما ذا تَأْمُرُونَ) [الشعراء : ٣٥] وقالوا : (أَرْجِهْ وَأَخاهُ) [الشعراء : ٣٦] الآية ، ولذلك لم يكن أسلوب الإخبار عن فرعون ومن معه مماثلا لأسلوب الإخبار عن قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط