إن كنّ مؤمنات ومن يخلقهن الله في الجنة لنعمة الجنة وحكم نساء المؤمنين اللاتي هن مؤمنات ولم يكن في العمل الصالح مثل أزواجهن في لحاقهن بأزواجهن في الدرجات في الجنة تقدم عند قوله تعالى : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) في سورة الزخرف [٧٠] وما يقال فيهن يقال في الرجال من أزواج النساء الصالحات.
و (عِينٍ) صفة ثانية ، وحقها أن تعطف ولكن كثر ترك العطف.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (٢١))
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ).
اعتراض بين ذكر كرامات المؤمنين ، والواو اعتراضية.
والتعبير بالموصول إظهار في مقام الإضمار لتكون الصلة إيماء إلى أن وجه بناء الخبر الوارد بعدها ، أي أن سبب إلحاق ذرياتهم بهم في نعيم الجنة هو إيمانهم وكون الذريات آمنوا بسبب إيمان آبائهم لأن الآباء المؤمنين يلقّنون أبناءهم الإيمان.
والمعنى : والمؤمنون الذين لهم ذريات مؤمنون ألحقنا بهم ذرياتهم.
وقد قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) [التحريم : ٦] ، وهل يستطيع أحد أن يقي النار غيره إلا بالإرشاد. ولعل ما في الآية من إلحاق ذرياتهم من شفاعة المؤمن الصالح لأهله وذريته.
والتنكير في قوله : (بِإِيمانٍ) يحتمل أن يكون للتعظيم ، أي بإيمان عظيم ، وعظمته بكثرة الأعمال الصالحة ، فيكون ذلك شرطا في إلحاقهم بآبائهم وتكون النعمة في جعلهم في مكان واحد.
ويحتمل أن يكون للنوعية ، أي بما يصدق عليه حقيقة الإيمان.
وقرأ الجمهور (وَاتَّبَعَتْهُمْ) بهمزة وصل وبتشديد التاء الأولى وبتاء بعد العين هي تاء تأنيث ضمير الفعل. وقرأه أبو عمرو وحده (وَأَتْبَعْناهُمْ) بهمزة قطع وسكون التاء.
وقوله : (ذُرِّيَّتُهُمْ) الأول قرأه الجمهور بصيغة الإفراد. وقرأه أبو عمرو ذرياتهم بصيغة جمع ذرية فهو مفعول (أَتْبَعْناهُمْ). وقرأه ابن عامر ويعقوب بصيغة الجمع أيضا