بعض المعارف الضرورية المتعلقة بالقرآن
أولا ـ تعريف القرآن وكيفية نزوله وطريقة جمعه :
القرآن المجيد الذي اقتضت حكمة الله ألا يبقى في الوجود أثر ثابت للوحي الإلهي سواه ، بعد أن اندثرت أو زالت أو اختلطت الكتب السماوية السابقة بغيرها من العلوم التي وضعها البشر : هو منار الهداية ، ودستور التشريع ، ومصدر الأنظمة الربانية للحياة ، وطريق معرفة الحلال والحرام ، وينبوع الحكمة والحق والعدل ، ومعين الآداب والأخلاق التي لا بدّ منها لتصحيح مسيرة الناس ، وتقويم السلوك الإنساني ، قال الله تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام ٦ / ٣٨] ، وقال عزوجل أيضا : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل ١٦ / ٨٩].
وقد عرّفه علماء أصول الفقه ، لا بسبب الجهل به أو عدم معرفة الناس به ، وإنما لضبط ما يتعبد به وما تجوز الصلاة به ، وما لا تجوز ، ولتبيان أحكام الشرع الإلهي من حلال وحرام ، وما يصلح حجة في استنباط الأحكام ، وما يكفر جاحده وما لا يكفر ، فقالوا عنه :
القرآن : هو كلام الله المعجز (١) ، المنزّل على النّبي محمد صلىاللهعليهوسلم ، باللفظ العربي ، المكتوب في المصاحف ، المتعبّد بتلاوته (٢) ، المنقول بالتواتر (٣) ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس.
__________________
(١) أي الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثل أقصر سورة من سوره.
(٢) أي أنه لا تصح الصلاة إلا بتلاوة شيء منه ، كما أن مجرد تلاوته عبادة يثاب عليها المسلم.
(٣) التواتر : هو ما ينقله جمع عظيم عن جمع غفير يؤمن في العادة تواطؤهم على الكذب.