أفضل؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي؟ قال : بر الوالدين ، قلت : ثم أي؟ قال : الجهاد في سبيل الله». وجاء في الحديث الصحيح : «أن رجلا قال : يا رسول الله؟ من أبرّ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أباك ، ثم أدناك أدناك».
والحكمة في بر الوالدين واضحة : وهي المعاملة بالمثل ومقابلة المعروف بمثله ، والوفاء للمحسن ، كما قال تعالى : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن ٥٥ / ٦٠] فهما بذلا للولد وهو صغير كل عناية وعطف بتربيته والقيام بشؤونه ، فيجب على الولد مكافأتهما على صنعهما.
٣ ـ الإحسان إلى ذي القربى : أي القرابة ، عطف ذي القربى على الوالدين ، وهو يدل على أن الله تعالى أمر بالإحسان إلى القرابات بصلة الأرحام ، لأن الإحسان إليهم مما يقوم الروابط بينهم ، فما الأمة إلا مجموعة الأسر ، فصلاحها بصلاحها ، وفسادها بفسادها. ولا يعرف فضل الأسرة إلا في وقت الشدة والكوارث ، فعندها يظهر التعاطف والتعاون وترميم الأضرار ، وإزالة العثرات.
٤ ـ الإحسان إلى اليتامى : وهم الصغار الذين لا كاسب لهم من الآباء. والإحسان إلى اليتيم : بحسن تربيته وحفظ حقوقه من الضياع ، وقد ملئ الكتاب والسنة بالوصية به والرأفة به والحض على كفالته وحفظ ماله ، من ذلك ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كافل اليتيم له أو لغيره ، أنا وهو كهاتين في الجنة» وأشار مالك بالسبابة والوسطى.
٥ ـ الإحسان إلى المساكين : وهم الذين لا يجدون ما ينفقون على أنفسهم ، وقد أمر الله بالإحسان إلى المساكين ، وهم الذين أسكنتهم الحاجة وأذلتهم ، وذلك يكون بالصدقة عليهم ، ومواساتهم حين البأساء والضراء ، روى مسلم عن