موقف اليهود من الرسل والكتب المنزلة
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (٨٧) وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (٨٨) وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ (٨٩))
الإعراب :
(أَفَكُلَّما) الهمزة استفهام بمعنى التوبيخ ، والفاء : حرف عطف ، و «كلما» ظرف زمان يفيد التكرار ، ويقتضي الجواب ، والعامل فيه جوابه وهو (اسْتَكْبَرْتُمْ). (فَفَرِيقاً) منصوب بكذبتم (وَفَرِيقاً) الثاني منصوب بتقتلون. وإنما تقدم المفعول للاهتمام به ، وإنما قال : (تَقْتُلُونَ) ولم يقل «قتلتم» مثل (كَذَّبْتُمْ) مراعاة لفواصل الآيات.
(قُلُوبُنا غُلْفٌ) مبتدأ وخبر. (فَقَلِيلاً) منصوب لأنه صفة مصدر محذوف ، و (ما) زائدة. وتقديره : فإيمانا قليلا يؤمنون. والمراد بالقلة هنا النفي ، مثل (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) [الأعراف ٧ / ١٠] أي لا يشكرون أصلا.
(وَلَمَّا) ظرف زمان مبني إما لأنه أشبه معنى الحرف ، أو لأنه تضمن معنى الحرف. وجواب «لما» في رأي البصريين محذوف تقديره : نبذوه أو كفروا به ، وفي رأي الكوفيين : مذكور ، وهو الفاء في قوله (فَلَمَّا) وكرر «لما» لطول الكلام.
البلاغة :
تقديم المفعول وهو «فريقا كذبتم» و «فريقا تقتلون» للاهتمام به وتشويق السامع إلى