تكذيب ادعائهم الإيمان بالتوراة
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٩٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣))
الإعراب :
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ) اللام لام القسم.
(وَاسْمَعُوا) المراد به سماع تدبر وطاعة والتزام ، لا مجرد إدراك القول ، فهو مؤكد لقوله : (خُذُوا ...).
البلاغة :
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي حبّ العجل ، فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها ، وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) [يوسف ١٢ / ٨٢] أي أهل القرية وأهل العير.
وفي قوله (أُشْرِبُوا) استعارة مكنية ، شبّه حب عبادة العجل بمشروب لذيذ سائغ الشراب ، وحذف المشبه به ، ورمز إليه بشيء من لوازمه ، وهو الإشراب. (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) بالتوراة ، لأنه ليس في التوراة عبادة العجول ، وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم ، كما قال قوم شعيب : (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ) [هود ١١ / ٨٧] وكذلك إضافة الإيمان إليهم. وقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) تشكيك في إيمانهم ، وقدح في صحة دعواهم له (الكشاف : ١ / ٢٢٧).
المفردات اللغوية :
«البينات» المعجزات كالعصا واليد وفلق البحر. (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) جعلتموه إلها معبودا. (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد ذهابه إلى الميقات. (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) باتخاذه.