بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تقديم
الحمد لله منزّل الكتاب على قلب محمد النّبي الأمين ، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين ، الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين. وبعد :
فإنه لم يحظّ كتاب في الوجود بعناية مثلما حظي به القرآن الكريم ، الذي كتبت حوله مئات الكتب ، وسيظل مورد العلماء ، وهذا بالتالي كتاب اصطفيت فيه من العلوم والمعارف والثقافات المستقاة من معين القرآن الكريم الذي لا ينضب ، ما هو لصيق الصلة بحاجات العصر ، ومتطلبات التثقيف ، بأسلوب جلي مبسّط ، وتحليل علمي شامل ، وتركيز على الغايات والأهداف المنشودة من تنزيل القرآن المجيد ، ومنهج بعيد عن الإطالة المملّة ، والإيجاز المخلّ الذي لا يكاد يفهم منه شيء لدى جيل بعدوا عن اللسان العربي في طلاوة بيانه ، وأعماق تراكيبه ، وإدراك فحواه ، وكأنهم أصبحوا ـ بالرغم من الدّراسات الجامعية المتخصصة ـ في غربة عن المصادر الأصيلة ، والثروة العلمية العريقة في شتى العلوم من تاريخ وأدب وفلسفة وتفسير وفقه وغيرها من العلوم الإسلامية الكثيرة الخصبة.
فكان لا بدّ من تقريب ما صار بعيدا ، وإيناس ما أصبح غريبا ، وتزويد المسلم بزاد من الثقافة بعيدة عن الدّخيل كالإسرائيليات في التفسير ، ومتفاعلة مع الحياة المعاصرة ، ومتجاوبة مع القناعة الذاتية ، والأصول العقلية ، والمرتكزات الفكرية السليمة ، وهذا يقتضينا تمحيص المنقول في تفاسيرنا ، حتى إن منها