بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البقرة
مدنيّة إلا آية ٢٨١ فنزلت بمنى في حجّة الوداع وآياتها مائتان وست وثمانون وهي أول سورة نزلت بالمدينة
ما اشتملت عليه السورة :
سورة البقرة أطول سورة في القرآن ، وهي مدنية ، قال عكرمة : «أول سورة أنزلت بالمدينة : سورة البقرة» (١). وتعنى كغيرها من السور المدنية بالتشريع المنظم لحياة المسلمين في المجتمع الجديد بالمدينة ، مجتمع الدين والدولة معا ، فلا ينفصل أحدهما عن الآخر ، وإنما هما متلازمان تلازم الجسد والروح ، لذا كان التشريع المدني قائما على تأصيل العقيدة الإسلامية ، ومبدؤها الإيمان بالله ، وبالغيب ، وبأن مصدر القرآن هو الله عزوجل ، والاعتقاد الجازم بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء السابقين ، وبأن العمل الصالح ترجمان ذلك الإيمان ، ويتمثل العمل بعقد صلة الإنسان مع ربه بواسطة الصلاة ، وبتحقيق أصول التكافل الاجتماعي بواسطة الإنفاق في سبيل الله.
ويقتضي تقرير العقيدة التحدث عن صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين ، لعقد مقارنة بين أهل النجاة وبين أهل الدمار والهلاك. كما يقتضي التحدث عن قدرة الله عزوجل ، ببدء الخليقة وتكريم آدم أبي البشر بسجود الملائكة له ، وترتيب المولى ما حدث معه وزوجه في الجنة ، ثم الهبوط إلى الأرض.
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي النيسابوري : ص ١١