وتضمنت السورة آية عظيمة في العقيدة والأسرار الإلهية ، وهي آية الكرسي ، وحذرت من يوم القيامة الرهيب في آخر ما نزل من القرآن ، وهي آية (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة ٢ / ٢٨١].
وتضمنت هذه السورة أطول آية في القرآن هي آية الدّين ، التي أبانت أحكام الدّين من كتابة وإشهاد وشهادة وحكم النساء والرجال فيها ، والرهان ، ووجوب أداء الأمانة ، وتحريم كتمان الشهادة.
وختمت السورة بالتذكير بالتوبة والإنابة إلى الله ، وبالدعاء العظيم المشتمل على طلب اليسر والسماحة ، ورفع الحرج والأغلال والآصار ، وطلب النصرة على الكفار.
فالسورة كلها منهاج قويم للمؤمنين ، ببيان أوصافهم ، وأوصاف معارضيهم ومعاديهم من الكفار والمنافقين ، وتوضيح مناهج التشريع في الحياة الخاصة والعامة ، واللجوء في الخاتمة إلى الله والدعاء المستمر له في التثبيت على الإيمان ، والإمداد بالإحسان والفضل الإلهي ، وتحقيق النصر على أعداء الله والإنسانية.
ومن توجيهات السورة أن مناط السعادة في الدنيا والآخرة هو اتباع الدين ، وأصول الدين ثلاثة : هي الإيمان بالله ورسوله ، والإيمان باليوم الآخر ، والعمل الصالح. والولاية العامة يجب أن تكون لأهل الإيمان والاستقامة ، لكن الإكراه على الدين ممنوع.
سبب التسمية :
سميت هذه السورة «سورة البقرة» لاشتمالها على قصة البقرة ، التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها ، لاكتشاف قاتل إنسان ، بأن يضربوا الميت بجزء منها ،