و (ثَمُودُ) : أمة من العرب البائدة العاربة ، وهم أنساب عاد. وثمود : اسم جد تلك الأمة ولكن غلب على الأمة فلذلك منع من الصرف للعلمية والتأنيث باعتبار الأمة أو القبيلة.
وتقدم ذكر ثمود عند قوله تعالى : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) في سورة الأعراف [٧٣].
[٦ ـ ٧] (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧))
الصرصر : الشديدة يكون لها صوت كالصرير وقد تقدم عند قوله تعالى : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) في سورة فصلت [١٦]. والعاتية : الشديدة العصف ، وأصل العتوّ والعتيّ : شدة التكبر فاستعير للشيء المتجاوز الحدّ المعتاد تشبيها بالتكبر الشديد في عدم الطاعة والجري على المعتاد.
والتسخير : الغصب على عمل واستعير لتكوين الريح الصرصر تكوينا متجاوزا المتعارف في قوة جنسها فكأنها مكرهة عليه.
وعلق به (عَلَيْهِمْ) لأنه ضمن معنى أرسلها.
و (حسوم) يجوز أن يكون جمع حاسم مثل قعود جمع قاعد ، وشهود جمع شاهد ، غلّب فيه الأيام على الليالي لأنها أكثر عددا إذ هي ثمانية أيام وهذا له معان :
أحدها أن يكون المعنى : يتابع بعضها بعضا ، أي لا فصل بينها كما يقال : صيام شهرين متتابعين ، وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي (١) :
ففرّق بين بينهم زمان |
|
تتابع فيه أعوام حسوم |
قيل : والحسوم مشتق من حسم الداء بالمكواة إذ يكوى ويتابع الكي أيّاما ، فيكون إطلاقه استعارة ، ولعلها من مبتكرات القرآن ، وبيت عبد العزيز الكلابي من الشعر الإسلامي فهو متابع لاستعمال القرآن.
__________________
(١) شاعر من شعراء صدر الدولة الأموية ، كان لأبيه وله حظوة عند الخليفة معاوية وكان سيد أهل البادية توفي في غزوة القسطنطينية سنة ٤٦ ه.