و (صَرْعى) : جمع صريع وهو الملقى على الأرض ميتا.
وشبهوا بأعجاز نخل ، أي أصول النخل ، وعجز النخلة : هو الساق التي تتصل بالأرض من النخلة وهو أغلظ النخلة وأشدها.
ووجه التشبيه بها أن الذين يقطعون النخل إذا قطعوه للانتفاع بأعواده في إقامة البيوت للسقف والعضادات انتقوا منه أصوله لأنها أغلظ وأملأ وتركوها على الأرض حتى تيبس وتزول رطوبتها ثم يجعلوها عمدا وأساطين.
والنخل : اسم جمع نخلة.
والخاوي : الخالي مما كان مالئا له وحالا فيه.
وقوله : (خاوِيَةٍ) مجرور باتفاق القراء ، فتعين أن يكون صفة (نَخْلٍ).
ووصف (نَخْلٍ) بأنها (خاوِيَةٍ) باعتبار إطلاق اسم «النخل» على مكانه بتأويل الجنة أو الحديقة ، ففيه استخدام. والمعنى : خالية من الناس ، وهذا الوصف لتشويه المشبه به بتشويه مكانه ، ولا أثر له في المشابهة وأحسنه ما كان فيه مناسبة للغرض من التشبيه كما في الآية ، فإن لهذا الوصف وقعا في التنفير من حالتهم ليناسب الموعظة والتحذير من الوقوع في مثل أسبابها ، ومنه قول كعب بن زهير :
لذاك أهيب عندي إذ أكلمه |
|
وقيل إنّك منسوب ومسئول |
من خادر من ليوث الأسد مسكنه |
|
من بطن عثّر غيل دونه غيل |
الأبيات الأربعة ، وقول عنترة :
فتركته جزر السباع ينشنه |
|
يقضمن حسن بنانه والمعصم |
(فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨))
تفريع على مجموع قصتي ثمود وعاد ، فهو فذلكة لما فصل من حال إهلاكهما ، وذلك من قبيل الجمع بعد التفريق ، فيكون في أول الآية جمع ثم تفريق ثم جمع وهو كقوله تعالى : (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى) [النجم : ٥٠ ـ ٥١] أي فما أبقاهما.
والخطاب لغير معين.
والباقية : إما اسم فاعل على بابه ، والهاء : إما للتأنيث بتأويل نفس ، أي فما ترى