والتعريض بعذاب لهم في الدنيا كما استؤصلت أمم مكذبة من قبل. ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين.
وإعادة الدعوة إلى الإسلام والتصديق بالقرآن لظهور دلائله.
[١ ـ ٧] (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (١) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (٢) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (٣) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (٤) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (٥) عُذْراً أَوْ نُذْراً (٦) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (٧))
قسم بمخلوقات عظيمة دالّة على عظيم علم الله تعالى وقدرته.
والمقصود من هذا القسم تأكيد الخبر ، وفي تطويل القسم تشويق السامع لتلقي المقسم عليه.
فيجوز أن يكون المراد بموصوفات هذه الصفات نوعا واحدا ، ويجوز أن يكون نوعين أو أكثر من المخلوقات العظيمة. ومشى صاحب «الكشاف» على أن المقسم بها كلهم ملائكة.
ولم يختلف أهل التأويل أن (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) للملائكة.
وقال الجمهور : العاصفات : الرياح ولم يحك الطبري فيه مخالفا. وقال القرطبي : قيل العاصفات : الملائكة.
و (فَالْفارِقاتِ) لم يحك الطبري إلّا أنهم الملائكة أو الرسل. وحكى القرطبي عن مجاهد : أنها الرياح.
وفيما عدا هذه من الصفات اختلف المتأوّلون فمنهم من حملوها على أنها الملائكة ومنهم من حمل على أنها الرياح.
ف (الْمُرْسَلاتِ) قال ابن مسعود وأبو هريرة ومقاتل وأبو صالح والكلبي ومسرو :هي الملائكة. وقال ابن عباس وقتادة : هي الرياح ، ونقل هذا عن ابن مسعود أيضا ولعله يجيز التأويلين وهو الأوفق بعطفها بالفاء.
و (النَّاشِراتِ) قال ابن عباس والضحاك وأبو صالح : الملائكة. وقال ابن مسعود ومجاهد : الرياح وهو عن أبي صالح أيضا.
ويتحصل من هذا أن الله أقسم بجنسين من مخلوقاته العظيمة مثل قوله : وَالسَّماءِ