عن تعمد الحنث ، وإلّا لم يكن ذمه بهذه المثابة ، ومن المفسرين من جعل (مَهِينٍ) قيدا ل (حَلَّافٍ) على جعل النهي عن طاعة صاحب الوصفين مجتمعين.
(مَهِينٍ).
هذه خصلة ثانية وليست قيدا لصفة (حَلَّافٍ).
والمهين : بفتح الميم فعيل من مهن بمعنى حقر وذلّ ، فهو صفة مشبهة ، وفعله مهن بضم الهاء ، وميمه أصلية وياؤه زائدة ، وهو فعيل بمعنى فاعل ، أي لا تطع الفاجر الحقير. وقد يكون (مَهِينٍ) هنا بمعنى ضعيف الرأي والتمييز ، وكل ذلك من المهانة.
و (مَهِينٍ) : نعت ل (حَلَّافٍ) ، وكذلك بقية الصفات إلى (زَنِيمٍ) [القلم : ١٣] فهو نعت مستقل ، وبعضهم جعله قيدا ل (حَلَّافٍ) وفسر المهين بالكذاب أي في حلفه.
(هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١))
(هَمَّازٍ).
الهمّاز كثير الهمزة. وأصل الهمز : الطعن بعود أو يد ، وأطلق على الأذى بالقول في الغيبة على وجه الاستعارة وشاع ذلك حتى صار كالحقيقة وفي التنزيل (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) [الهمزة : ١].
وصيغة المبالغة راجعة إلى قوة الصفة ، فإذا كان أذى شديدا فصاحبه (هَمَّازٍ) وإذا تكرر الأذى فصاحبه (هَمَّازٍ).
(مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ).
المشاء بالنميم : الذي ينمّ بين الناس ، ووصفه بالمشّاء للمبالغة. والقول في هذه المبالغة مثل القول في (هَمَّازٍ) وهذه رابعة المذامّ.
والمشي : استعارة لتشويه حاله بأنه يتجشم المشقة لأجل النميمة مثل ذكر السعي في قوله تعالى : (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) [المائدة : ٦٤] ، ذلك أن أسماء الأشياء المحسوسة أشدّ وقعا في تصوّر السامع من أسماء المعقولات ، فذكر المشي بالنميمة فيه تصوير لحال النمّام ، ألا ترى أن قولك : قطع رأسه أوقع في النفس من قولك : قتل ، ويدل لذلك أنه