الله عنه أفرض أهل المدينة وأقضاهم ». يريد أعلمهم بعلم الميراث والفصل في القضايا بين الناس. ومن دلائل عبقريته أنه كان يسأل عن الأمور المشكلة فيجيب فيها على البديهة ويحل مشكلات المسلمين الدينية والاجتماعية ، وكان بطلا مقداما ، وفارسا شجاعا ، وعلما من أعلام الاسلام ، كما كان خطيبا مصقعا ، وبليغا مفوها ، ومستشاراً مؤتمناً عند أبى بكر وعمر رضوان الله عليهما.
وجهاد علي رضوان الله عليه في نشر الدعوة في حياة الرسول الكريم ذائع مشهور.
وتعلمون موقفه الخالد ليلة الهجرة ، وكيف نام في الموضع الذي ينام فيه الرسول ليلة الهجرة ليفدي الرسول ، ويضمن نجاح هجرته مع أنه كان يعلم ما يترقبه من قتل وتعذيب.
ثم هاجر إلى المدينة وأقام فيها مع الرسول الكريم ، يكمل ثقافته الدينية بما يتلقاه من الرسول ، وكان من كتاب الوحي ، واشترك في غزواته ومشاهده ما عدا غزوة تبوك.
وتوفى رسول الله صلوات الله وولي الخلافة أبو بكر بعده فحنق كثير من المسلمين ، ولكن عليا كان كريما رائع التضحية وما يضر به من المثل العظيمة ، فوقف مع أبي بكر يشد أزره ؛ ويسند ظهره ، ويشير عليه في المشكلات ، وتوفى أبو بكر وتولى الخلافة عمر ، فكان علي له ظهيراً معينا ، كان يشير عليه بالصواب والرشد إذا تفاقمت الأمور واشتدت الخطوب.
ثم قام عثمان بعد عمر بالخلافة فبايعه علي وظل يعاونه إلى أن تفاقمت الأمور وقامت الثورة على عثمان ومات فيها قتيلا ، ويروي أن عثمان كتب إلى علي وهو محاصر في داره رسالة جاء فيها :
أما بعد :
فقد بلغ السيل الزبى ، وجاوز الحزام الطبيين ، وطمع في من لا يدفع عن نفسه ، ولم يغلبك مثل مغلب ، فأقبل إلي صديقاً كنت أو عدواً :